فضرب مثلا بامرأة خرقاء كلما غزلت شيئاً نقضته بعد إبرامه..
لقد قال سيد مبينا التأثير التربوي لهذا المثل:(فمثل من ينقض العهد مثل امرأة
حمقاء ملتاثة ضعيفة العزم والرأي، تفتل غزلها ثم تنقضه وتتركه مرة أخرى قطعا
منكوثة ومحلولة ! وكل جزيئة من جزئيات التشبيه تشي بالتحقير والترذيل والتعجيب.
وتشوه الأمر في النفوس وتقبحه في القلوب. وهو المقصود وما يرضى إنسان كريم لنفسه
أن يكون مثله كمثل هذه المرأة الضعيفة الإرادة الملتاثة العقل، التي تقضي حياتها
فيما لا غناء فيه)[1]
فهذا المثال يصور الكلمة الطيبة بصورة الشجرة الطيبة الثابتة
التي تؤتي ثمرها كل حين، وتصور الكلمة الخبيثة بصورة الشجرة الخبيثة التي لا قرار
لها، ولا ثمر ينتفع به، وقد قال سيد مبينا بعض أبعاد هذا المثل:(إن الكلمة الطيبة -
كلمة الحق - لكالشجرة الطيبة. ثابتة سامقة مثمرة.. ثابتة لا تزعزعها الأعاصير، ولا
تعصف بها رياح الباطل ؛ ولا تقوى عليها معاول الطغيان - وإن خيل للبعض أنها معرضة
للخطر الماحق في بعض الأحيان - سامقة متعالية، تطل على الشر والظلم والطغيان من عل
- وإن خيل إلى البعض أحيانا أن الشر يزحمها في الفضاء - مثمرة لا ينقطع ثمرها، لأن
بذورها تنبت في النفوس المتكاثرة آنا بعد آن)
وبالمقابل فإن (الكلمة الخبيثة - كلمة الباطل - لكالشجرة
الخبيثة ؛ قد تهيج وتتعالى وتتشابك ؛ ويخيل إلى بعض الناس أنها أضخم من الشجرة
الطيبة وأقوى. ولكنها تظل نافشة