هشة، وتظل جذورها في التربة قريبة حتى لكأنها على وجه الأرض..
وما هي إلا فترة ثم تجتث من فوق الأرض، فلا قرار لها ولا بقاء) [1]
ومن الأمثال القرآنية هذا المثال الذي يصور عاقبة الصدقة في
سبيل الله، قال تعالى:﴿ مَثَلُ الَّذِينَ يُنْفِقُونَ أَمْوَالَهُمْ فِي
سَبِيلِ اللَّهِ كَمَثَلِ حَبَّةٍ أَنْبَتَتْ سَبْعَ سَنَابِلَ فِي كُلِّ
سُنْبُلَةٍ مِائَةُ حَبَّةٍ وَاللَّهُ يُضَاعِفُ لِمَنْ يَشَاءُ وَاللَّهُ وَاسِعٌ
عَلِيمٌ﴾ (البقرة:261)
فالله تعالى في هذه الآية يضرب مثلا لتضعيف الثواب لمن أنفق في
سبيله وابتغاء مرضاته، وأن الحسنة تضاعف بعشر أمثالها إلى سبعمائة ضعف، فجاء بمثل
يحوي القضية ودليلها، ليكون أكثر إقناعا وتأثيرا.
يصور أولهما بدقّة عمل المنافقين على ساحة الحياة الإنسانية. فهذه
الحياة مملوءة بطرق الإنحراف والضلال، وليس فيها سوى طريق مستقيم واحد للهداية، وهذا
الطريق مليء بالمزالق والأعاصير. ولا يستطيع الفرد أن يهتدي من بين الطرق الملتوية
إلى الصراط المستقيم، كما لا يستطيع أن يتجنب المزالق ويقاوم أمام الأعاصير، إلاّ بنور
العقل والإيمان،