قال: الفم الذي ينطق من غير لسان.. ولكنه أبلغ من كل لسان[1].
قلت: فما الفم السادس؟
قال: الفم الذي يطهر أرض النفوس من الأدناس، ليرفعها إلى قدس الأقداس[2].
قلت: فما الفم السابع؟
قال: الفم الذي يرفع صوته، فتعلو برفعه الرايات، وتنتشر المكرمات[3].
قلت: فما الفم الثامن؟
قال: الفم الذي حلي بحلية الورع، وزين بزينة العلم والحلم، ونور بأنوار البصيرة.. فأجاب عن كل سؤال، وحل كل إشكال، ورفع كل معضلة، وأزال كل مشكلة[4].
قلت له: فما الفم التاسع؟
قال: الفم الذي يثور على المحو، ليطفئ السراب، ويمحو الضباب[5].
قلت: فما الفم العاشر؟
قال: الفم الذي يسلك القفار، ويقطع البحار، لينشر الأنوار[6].
قلت: فهل بحثت عن هذه الأفواه؟
قال: أجل.. لقد ذكر لي أنها في عشرة حضائر من بلاد الإسلام.. فلذلك سرت في كل بلاد الإسلام أبحث عنها حتى وجدتها.
قلت: وجدتها جميعا؟
[1] أقصد به (القدوة)، وهو الفصل الخامس من هذه الرسالة.
[2] أقصد به (المربي)، وهو الفصل السادس من هذه الرسالة.
[3] أقصد به (الخطيب)، وهو الفصل السابع من هذه الرسالة.
[4] أقصد به (المفتي)، وهو الفصل الثامن من هذه الرسالة.
[5] أقصد به (المحتسب)، وهو الفصل التاسع من هذه الرسالة.
[6] أقصد به (الشاهد)، وهو الفصل العاشر من هذه الرسالة.