قال: أجل.. لقد فهمت مراده.. فقد وضح لي لغزه هذا بلغز أمكنني أن
أبحث عنه.. وأعيش فترة من حياتي في البحث عنه.
قلت: فما قال؟
قال: لقد قال لي: ترياق الهداية يحتاج إلى عشرة أوصاف لن تنالها إلى
في عشرة حضائر، ومن عشرة أفواه..
قلت له: فما الفم الأول؟
قال: الفم الذي يعرف للمراتب حقها.. فلا يتجاوز بها منازلها.[1]
قلت له: فما الفم الثاني؟
قال: الفم الذي يسيل ما جف من الدموع، ويلين ما قسا من القلوب [2].
قلت: فما الفم الثالث؟
قال: الفم الذي يكشف عن الجواهر بالقيل والقال، والجواب والسؤال، لا
بالمراء والجدل[3].
قلت: فما الفم الرابع؟
قال: الفم الذي طهر لسانه بماء الحقائق، وزين بمواثيق الرقائق، وعتق
من سجون العلائق، فصار بين الناس كالبدر المتلألئ، تنشق له حجب الظلمات، وتندك له
صروح الطغاة[4].
قلت: فما الفم الخامس؟
[1] أقصد
به (الحكيم)، وهو الفصل الأول من هذه الرسالة.
[2] أقصد به (الواعظ)، وهو الفصل الثاني
من هذه الرسالة.
[3] أقصد به (المحاور)، وهو الفصل
الثالث من هذه الرسالة.
[4] أقصد به (المعلم)، وهو الفصل الرابع
من هذه الرسالة.