والنهي عن المنكر، والصبر على الأذى بسبب ذلك، صادعين بالحق عند
السلاطين، باذلين أنفسكم لله لا تخافون فيه لومة لائم، ذاكرين قوله تعالى:﴿
يَا بُنَيَّ أَقِمِ الصَّلاةَ وَأْمُرْ بِالْمَعْرُوفِ وَانْهَ عَنِ الْمُنْكَرِ
وَاصْبِرْ عَلَى مَا أَصَابَكَ إِنَّ ذَلِكَ مِنْ عَزْمِ الْأُمُورِ ﴾
(لقمان:17)، ذاكرين ما كان عليه رسول الله a وغيره من الأنبياء ـ عليهم الصلاة والسلام ـ من الصبر على الأذى، وما
كانوا يتحملونه في الله تعالى حتى كان لهم العقبى.
قال آخر: فما الخامس؟
قال: أن تتعلموا القيام بإظهار السنن، وإخماد البدع، والقيام لله في
أمور الدين، وما فيه من مصالح المسلمين على الطريق المشروع، والمسلك المطبوع، لا
ترضون من أفعاله الظاهرة والباطنة بالجائز منها، بل تأخذون أنفسكم بأحسنها
وأكملها، فإن العلماء هم القدوة..
قال آخر: فما السادس؟
قال: أن تكثروا من الصلاة على النبي a وتعظيمه، فإن محبته وإجلاله وتعظيمه a واجب، والأدب عند سماع اسمه وذكر سنته
مطلوب وسنة.
قال آخر: فما السابع؟
قال: أن تلازموا تلاوة القرآن الكريم، وأن تتعلموا الفكر في معانيه،
وأوامره ونواهيه، ووعده ووعيده، والوقوف عند حدوده.
قال آخر: فما الثامن؟
قال: أن تتعلموا كيف تستعملون الرخص في محالها وعند الحاجة إليها،
ووجود سببها ليقتدي به نجيها، فإن الله تعالى يحب أن تؤتى رخصه، كما يحب أن تؤتى
عزائمه.
قال آخر: فما التاسع؟
قال: أن تطهروا قلوبكم من كل غش، ودنس، وغل، وحسد، وسوء عقيدة وخلق،
ليصلح بذلك لقبول العلم وحفظه والاطلاع على دقائق معانيه وحقائق غوامضه، فإن
العلم كما