والأدوية وغرائب الطب، وترك مهمه الذي هو مؤاخذ به، وذلك محض السفه)[1]
وفي هذا روي أن رجلاً جاء رسول الله a فقال: علمني من غرائب العلم، فقال له:
ما صنعت في رأس العلم؟ فقال: وما رأس العلم؟ فقال a:(هل عرفت الرب تعالى؟) قال: نعم، قال: (فما
صنعت في حقه؟) قال: ما شاء الله، فقال a: (هل عرفت الموت؟) قال نعم، قال: (فما أعددت له؟) قال: ما شاء الله،
قال a:(إذهب فأحكم ما هناك، ثم تعال
نعلمك من غرائب العلم)[2]
قال آخر: فما الثاني؟
قال: أن لا تشينوا العلم بشيء من الطمع.. فلا أضيع للعلم من الطمع..
قال آخر: فما الثالث؟
قال: أن تتعلموا المداومة على مراقبة الله تعالى في السر والعلانية،
والمحافظة على خوفه في جميع الحركات والسكنات والأقوال والأفعال.. فإن العلم
أمانة، وقد قال تعالى آمرا هذه الأمة:﴿ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لا
تَخُونُوا اللَّهَ وَالرَّسُولَ وَتَخُونُوا أَمَانَاتِكُمْ وَأَنْتُمْ
تَعْلَمُونَ﴾ (لأنفال:27)، وقال مخبرا عن علماء بني إسرائيل ضاربا لنا
المثل بهم:﴿ إِنَّا أَنْزَلْنَا التَّوْرَاةَ فِيهَا هُدىً وَنُورٌ
يَحْكُمُ بِهَا النَّبِيُّونَ الَّذِينَ أَسْلَمُوا لِلَّذِينَ هَادُوا وَالرَّبَّانِيُّونَ
وَالْأَحْبَارُ بِمَا اسْتُحْفِظُوا مِنْ كِتَابِ اللَّهِ وَكَانُوا عَلَيْهِ
شُهَدَاءَ فَلا تَخْشَوُا النَّاسَ وَاخْشَوْنِ وَلا تَشْتَرُوا بِآيَاتِي ثَمَناً
قَلِيلاً وَمَنْ لَمْ يَحْكُمْ بِمَا أَنْزَلَ اللَّهُ فَأُولَئِكَ هُمُ
الْكَافِرُونَ ﴾ (المائدة:44)..
قال آخر: فما الرابع؟
قال: أن تتعلموا المحافظة على القيام بشعائر الإسلام، وظواهر الأحكام، كإقامة الصلوات
في مساجد الجماعات، وإفشاء السلام للخواص والعوام، والأمر بالمعروف،