قال: إن العالم المستن بسنة رسول الله a هو الذي يشوقك إلى المعلومة، ويحببها
لك، فتقبل عليها بكل كيانك، ولن تتحقق بالعلم، ولن تحقق فيه إلا إذا أقبلت عليه
بكل كيانك.
قلنا: فهل ورد في السنة ما يدل على هذا؟
قال: كل السنة تدل على هذا.. فالنبي a كان يشوقهم إلى كل خير، ويحببهم فيه،
فيقبلون عليه بقلوبهم وعقولهم ونفوسهم وجميع كيانهم.
قال بعض الطلبة: مما يدل على هذا أن النبي a في أحيان كثيرة كان يطرح المسألة على
أصحابه متسائلاً: (أتدرون ما الغيبة؟)[1].. (أتدرون ما المفلس؟)[2] .. (إن من الشجر شجرة لا يسقط ورقها،
وإنها مثل المسلم فحدثوني ما هي؟)[3]
فهذه الأسئلة، وغيرها كانت تستحث على التفكير والبحث والتأمل.. وهو
ما يجعل الدرس مشوقا بعيدا عن كل أسباب الملل.
العناية:
قلنا: عرفنا الثالثة.. فما الرابعة؟
قال: هو ما أشار إليه قوله تعالى:﴿ فَبِمَا رَحْمَةٍ مِنَ
اللَّهِ لِنْتَ لَهُمْ وَلَوْ كُنْتَ فَظّاً غَلِيظَ الْقَلْبِ لَانْفَضُّوا مِنْ
حَوْلِكَ فَاعْفُ عَنْهُمْ وَاسْتَغْفِرْ لَهُمْ وَشَاوِرْهُمْ فِي الْأَمْرِ
فَإِذَا عَزَمْتَ فَتَوَكَّلْ عَلَى اللَّهِ إِنَّ اللَّهَ يُحِبُّ
الْمُتَوَكِّلِينَ﴾ (آل عمران:159)
قلنا: فما فيها من العلم المرتبط بهذا؟
قال: إن العالم المستن بسنة رسول الله a هو الذي يحل من تلاميذه محل الوالد من