responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : النبي الهادي نویسنده : أبو لحية، نور الدين    جلد : 1  صفحه : 362

من الله يجب الشكر عليها وهذا لا يتناهى)

وقال آخر:(شكر النعمة أن ترى نفسك فيها طفيليا)

وقال آخر:(الشكر معرفة العجز عن الشكر)

وقال آخر:(الشكر أن لا ترى نفسك أهلا للنعمة)

قلت: فما تقول أنت؟

قال: إن الملك الذي يريد الخروج إلى سفر، فيهدي فرسا لبعض الناس.. فإن هؤلاء الناس سينقسمون في فرحهم بالفرس إلى ثلاثة أقسام:

أما الأول، فيفرحون بالفرس من حيث إنه فرس.. وهذا فرح من لاحظ له في الملك، بل غرضه الفرس ‌فقط، ولو وجده في صحراء فأخذه، لكان فرحه مثل ذلك الفرح.

أما الثاني، فيفرحون به لا من حيث إنه فرس، بل من حيث يستدلون به على عناية الملك بهم، وشفقته ‌عليهم واهتمامه بجانبهم، ولو وجد هؤلاء هذا الفرس في صحراء أو أعطاهم إياه غير الملك لكانوا لا يفرحون به ‌أصلاً لاستغنائهم عن الفرس أصلاً أو استحقارهم له بالإضافة إلى خلوه من نيل المحل في قلب ‌الملك.

أما الثالث، فيفرحون به لأجل الخروج به في خدمة الملك، فيتحملون مشقة السفر لينالوا بخدمته القرب ‌منه، وهم لا يريدون من ذلك إلا مشاهدة الملك والقرب منه، حتى ‌لو خيروا بين القرب منه دون الوزارة وبين الوزارة دون القرب لاختاروا القرب.

قلت: عرفت أحوال الشاكرين للملك الذي أهدى فرسا، فما حال الشاكرين لله الذي أعطى من النعم ما لا يحصى؟

قال: هم كذلك ثلاثة.. وبينهما درجات لا يعلمها إلا الله:

أما الأولون، فحالهم كحال الذي يفرح ‌بالفرس لا بالمعطى، وهذا حال كل من فرح بنعمة من حيث إنها لذيذة وموافقة لغرضه، وهو بعيد ‌عن معنى الشكر.

نام کتاب : النبي الهادي نویسنده : أبو لحية، نور الدين    جلد : 1  صفحه : 362
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست