من النار، يا بني مرة بن كعب، أنقذوا أنفسكم من النار، يا بني
عبد شمس أنقذوا أنفسكم من النار، يا بني عبد مناف أنقذوا أنفسكم من النار، يا بني
هاشم أنقذوا أنفسكم من النار، يا بني عبد المطلب أنقذوا أنفسكم من النار، يا فاطمة
أنقذي نفسك من النار؛ فإني لا أملك لكم من الله شيئا غير أن لكم رحما سأبلها
ببلالها)[1]
تعجبت من ترديد الخطيب لمثل هذه الخطبة، وقلت للفاسي: ما هذا؟..
أهذا الرجل ممثل أم خطيب؟
قال: بل هو خطيب.
قلت: وهذه الخطبة.. هل تريدون منه إلقاءها إلى الناس؟
قال: وما يمنعها من ذلك؟
قلت: إنها خطبة تاريخية لا واقعية.
قال: كل ما قاله نبيك a حياة وواقع.. وقد رأينا أنه لا
يصلح الواقع إلا كلام نبينا a
قلت: ولكن الناس لن يعوه.
قال: بل الناس لا يعون شيئا كما يعون كلام نبيهم، ولا يفهمون
أحدا كما يفهمون نبيهم.
قلت: فحدثني عما في هذه الخطبة مما لم أنتبه إليه.
قال: أولا.. انظر.. لقد كانت هذه الخطبة أشهر خطب النبي a، وبها
انتقلت الدعوة من السر إلى العلن، ومع ذلك لم تؤد إلا بكلمات قلائل، ووقت يسير.
قلت: فما مبادئ الخطابة التي تحملها[2]؟.. أليس لكل شيء مبادئه
وقوانينه؟
لست أدري كيف خرج لي بعض الرجال، وكأنهم كانوا يتصنتون لما أقول، قال
أحدهم: لقد شملت هذه الخطبة مع اختصارها كل مبادئ الخطبة الناجحة، ففيها يتجلى مبدأ التبشير