responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : النبي الهادي نویسنده : أبو لحية، نور الدين    جلد : 1  صفحه : 419

قال: أن تختار المحل المناسب للنصيحة، فلا تنصحه إلا في الوقت والمحل الذي تراه مناسبا لها، وقد قال في ذلك ابن مسعود :(إن للقلوب شهوة وإقبالاً، وفترة وإدباراً، فخذوها عند شهوتها وإقبالها، وذروها عند فترتها وإدبارها)

قلت: علمت هذا.. فما سابعها؟

قال: أن لا تذكر لمن تنصحه ذنبه.

قلت: فكيف أنكر عليه إذن؟

قال: إذا رأيت عاصيا، فحدثه عن شؤم معصيته، ولا تحدثه عن اقترافه لها.. فإنك إن فعلت ذلك عيرته، وإذا عيرته منعته من قبول نصيحتك.

قلت: صدقت، وقد وردت النصوص المقدسة بذم التعيير، وقد جاء في الحديث قوله a:(لا تُظْهِر الشماتة بأخيك فيعافيه الله ويبتليك)[1]، وقال a:(من عيَّر أخاه بذنب لم يمت حتى يعمله)[2]

قال: وعلى هذا نص الكل.. ولا ينبغي للفقيه إلا أن ينص على هذا.

قلت: فقهت الجملة، فأين التفاصيل؟

قال: اصحبني إلى مدرسة الحسبة لتتعلم الحسبة، وأسرار التأثير فيها.

قلت: ألا تزال توجد مثل هذه المدارس في هذا الزمن؟

قال: وما يمنع من وجودها؟

قلت: لقد استبدلت الآن بغيرها.

قال: لقد آثر أهل البلدة المباركة، وآثر حكامها أن لا يستبدلوا هذا لما رأوا من بركاته.

قلت: فدلني على هذه المدرسة.. فما أشد شوقي لأن أرى في ديار الإسلام مثل هذه


[1] رواه الترمذي، وقال: حسن غريب.

[2] رواه الترمذي.

نام کتاب : النبي الهادي نویسنده : أبو لحية، نور الدين    جلد : 1  صفحه : 419
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست