النوع من الصلح بين المسلمين.. فما ورد
في النصوص من التحذير من النميمة والغيبة والحقد والحسد لا يشمل ما يرتبط منها
بالأفراد فقط، فهو يسير حقير بجنب ما يرتبط منها بالأمة جميعا.
لقد تأملت ما ورد في النصوص من التحذير
من النميمة وبيان خطورتها، فعلمت أن ذلك ليس مرتبطا بالنميمة بين الأفراد فقط، بل
أخطر النميمة هي التي تصدع وحدة الأمة، وتفرق صفها، وتنشر العداوة بينها.
لقد ورد في الحديث قوله a:(لا يدخل الجنة نمام)[1].. وقال a:(النميمة والشتيمة والحمية في
النار)[2]، وفي لفظ:(النميمة والحقد في
النار لا يجتمعان في قلب مسلم)
انظروا.. كيف جمع a بين الحقد والنميمة.. وهؤلاء
الذين ينشرون الفرقة بين المؤمنين لا يصدرون إلا عن حقد يسمونه دينا، وغضب للنفس
يسترونه باسم الغضب لله؟
وجمع a بين النميمة والحسد، فقال:(ليس
مني ذو حسد ولا نميمة ولا كهانة ولا أنا منه)، ثم تلا رسول الله a قوله تعالى:﴿
وَالَّذِينَ يُؤْذُونَ الْمُؤْمِنِينَ وَالْمُؤْمِنَاتِ بِغَيْرِ مَا اكْتَسَبُوا
فَقَدِ احْتَمَلُوا بُهْتَاناً وَإِثْماً مُبِيناً ﴾ (الأحزاب:58)[3]
ولهذا، فإن رسول الله a اعتبر هؤلاء المجرمين شر عباد
الله، فقال:(خيار عباد الله الذين إذا رؤوا ذكر الله، وشرار عباد الله المشاءون
بالنميمة، المفرقون بين الأحبة، الباغون للبرآء العنت)[4]، وفي رواية:(المفسدون بين
الأحبة)[5]، وفي رواية:(الهمازون واللمازون
والمشاءون بالنميمة الباغون للبرآء العيب يحشرهم الله في وجوه الكلاب)[6]
[1] رواه
البخاري ومسلم، وفي رواية: (قتات)، وهو النمام.