باختلاف طوائفهم ومذاهبهم إذ لم يكتف
المؤسسون بذلك الهدف الجليل، وإنّما طمحوا لأن يصبح الكيان الجديد بمثابة رابطة
أو جامعة للشعوب الإسلاميّة تتجاوز حدود مصر، فقد نصت المادة الخاصة بأغراض
الجماعة على أن من تلك الأغراض السعي إلى إزالة ما يكون من نزاع بين شعبين أو
طائفتين من المسلمين والتوفيق بينهما، وعقد مؤتمرات إسلامية عامة تجمع زعماء
الشعوب الإسلاميّة في الأمور الدينية والاجتماعية، فضلاً عن ذلك فإن الجمعية
أرادت أن تقوم بدور في الدعوة إلى الإسلام عن طريق نشر المبادئ الإسلاميّة
باللغات المختلفة وبيان حاجة المجتمع إليها.
هؤلاء هم الورثة الحريصون على الأمة وعلى
وحدة الأمة.. وهذه هي هممهم.. فما الذي فعلوه؟
لعل أهم شيء يلفت الانتباه في هذا هو تلك
الفتوى الجريئة الدالة على الفهم العميق للإسلام، وعلى التخلي التام عن كل أغلال
التعصب، فتوى الشيخ محمود شلتوت التي أصدرها بعدما صار شيخا للأزهر، والتي أجاز
فيها التعبد على مذهب الشيعة الإمامية وغيرها من المذاهب التي تتأسس على أصول الإسلام
القطعية.
لقد قال يتحدث عن إيمانه العميق بضرورة
التوحيد بين هاتين الطائفتين العظيمتين من طوائف المسلمين:(إن دعوة التقريب هي
دعوة التوحيد والوحدة، هي دعوة الاسلام والسلام.. لقد آمنت بفكرة التقريب كمنهج
قويم وأسهمت منذ أول يوم في جماعتها وفي وجوه نشاط دارها بأمور كثيرة.. ثم تهيأ
لي بعد ذلك، وقد عهد إليّ بمنصب مشيخة الازهر، أن أصدرت فتواي في جواز التعبد
على المذاهب الاسلامية الثابتة الأصول، المعروفة المصادر، المتبعة لسبيل
المؤمنين، ومنها مذهب الشيعة الإمامية الاثنا عشرية، وقرّت بهذه الفتوى عيون المؤمنين
المخلصين الذين لاهدف لهم الا الحق والألفة ومصلحة الأمة، وظلت تتوارد عليّ
الاسئلة والمشاورات والمجادلات في شأنها وأنا مؤمن بصحتها، ثابت على