وفوق ذلك شرعوا في تجميع الأحاديث
النبوية المتفق عليها بين السنة والشيعة، وقطعوا شوطا طيبا في هذا الصدد، رغم أن
هذا الجهد لم ير النور بعد.
قال القمي: بورك فيك يا شيخنا.. إنك
تذكرني بشبابي.. بتلك الأيام الجميلة التي كنا نصيح فيها بكل قلوبنا (لا سنية لا
شيعية.. إسلامية إسلامية).. في تلك الأيام لم نكن نفخر إلا بالإسلام.. كنا نحزن
لكل مصاب من المسلمين مهما اختلف مذهبه، أو لونه، أو وطنه.. ونفرح لكل نصر أصاب
المسلمين لا يهمنا مذهبه، أو لونه، أو وطنه..
لقد كنا نردد بكل قلوبنا قوله تعالى:﴿
وَرَضِيتُ لَكُمُ الْأِسْلامَ دِيناً﴾ (المائدة: 3)، فلم نرض لأنفسنا غير
الإسلام.. الإسلام العظيم الواسع الذي لا يضيق بأحد، ولا يعبس في وجه أحد.
لقد كانت نتائج عمل تلك الجماعة الصالحة
من ورثة النبوة عظيما ومثمرا ـ رغم العمر القصير الذي أتيح لهم أن يتحركوا فيه
بحرية ـ
لقد كان من نتائج ذلك أن حيت فكرة
التقريب، وجمعت من حولها كبار علماء السنة والشيعة، وكان عملها هذا أهليا محضا،
حركته الغيرة على الإسلام والمسلمين، ولم تكن لهذا العمل علاقة بأي نظام سياسي أو
مؤسسة رسمية.
وكان من نتائجها أنها نجحت في ضم الفقه
الشيعي إلى المذاهب الإسلاميّة الأخرى التي تخضع للدراسة في منهج الفقه المقارن
بالأزهر الشريف.
وكان من نتائجها أنها قطعت شوطاً كبيراً
بإصدار تفسير للقرآن متفق عليه، وسعت إلى تحقيق الفكرة نفسها عن طريق تجميع
الأحاديث النبوية المتفق عليها أيضاً.
وهذا يعني أن جماعة التقريب أنجزت خطى
بالغة الأهمية على صعيد تحويل التقريب من حلم وفكرة، إلى عمل مشترك جاد تبلور في
مجموعة من الآثار العلمية التي بقيت لأجيال المسلمين إلى يوم الدين.