قلت: فهل هناك من يتحول عن بشريته؟
قال: كل المصارعين يتحولون عن بشريتهم بمجرد أن تمتلئ أيديهم وأرجلهم بهذه الآلات التي تفننوا في صناعتها، كما تفننوا في الصراع بها.
قلت: ولكنك ذكرت أن غرفة العمليات تحتوي على أحدث الأجهزة.
قال: تلك أجهزة السلام لا أجهزة الصراع..
قلت: أليست السيارة من أجهزة السلام؟
قال: ولكنها في نظر أهل هذه البلاد من أجهزة الصراع.. فلذلك لا يدخل إليهم رجل بها إلا أكلوه.
قلت: فلم صارت في عيونهم هكذا؟
قال: لأنهم رأوا في يد من يمتطيها بندقية يقتل بها الحياة، ومنشارا يقطع به الأشجار، وعجلات قوية يجرح بها التربة، ويحطم بها قرى النمل.
قلت: فكيف نقلع عنهم هذه الصورة المشوهة؟
قال: بالثورة.
قلت: أتدعوني للثورة.. وأنت تتحدث بأحاديث أهل السلام.
قال: بثورة أهل السلام.. وهي ثورة على التشويه الخطير الذي تعرض له الإنسان وقيم الإنسان.. وهي ثورة تبدأ بالنفس، وبكل القيم المشوهة التي زينت في النفس.