الرحمة، فإن القاسي لا يُدعى، السادس: القدرة، فإن العاجز لا يُدعى)
قال: وهكذا لو ذهبنا نعد مع ابن عقيل لوجدنا أن أسماء الله تعالى
تقتضي رفع أيدينا إليه بالسؤال، بل إفراده في هذا الرفع.. ولهذا نرى امتزاج أدعيته
a بأسماء الله..
قلت: أجل.. ومما أحفظه من ذلك أن رسول الله a كان جالسا ورجل يصلي، ثم دعا: اللهم إني
أسألك بأن لك الحمد لا إله إلا أنت وحدك لا شريك لك، المنان بديع السموات والأرض،
يا ذا الجلال والإكرام، يا حي يا قيوم أسألك الجنة وأعوذ بك من النار، فقال النبي a:(لقد دعا الله باسمه العظيم)[1]
وقد علم a من
أصابه هم أو حزن أن يقول:(اللهم إني عبدك، ابن عبدك ابن أمتك في قبضتك، ناصيتي
بيدك ماض في حكمك، عدل في قضاؤك أسألك بكل اسم هو لك، سميت به نفسك، أو أنزلته في
كتابك، أو علمته أحدا من خلقك، أو استأثرت به في علم الغيب عندك، أن تجعل القرآن
ربيع قلبي، ونور بصري، وجلاء حزني، وذهاب غمي)[2]، ثم بين أثر ذلك في نفسه، فقال:(فما
قالها عبد قط إلا أبدله الله بحزنه فرحا)
قال: إن تأثير الدعوة إلى هذه الأسماء ليس مقتصرا على الدعاء فقط..
بل إن لها تأثيرا تربويا عظيما.. إنها تغير الإنسان كله.
قلت: لقد ذكرتني بقول العز بن عبد السلام:(فهم معاني أسماء الله
تعالى وسيلة إلى معاملته بثمراتها من: الخوف، والرجاء، والمهابة، والمحبة،
والتوكل، وغير ذلك من ثمرات معرفة الصفات)[3]
ويقول مفصلا أسباب ذلك:(ذكرُ الله بأوصاف الجمال موجب للرحمة،
وبأوصاف
[1] رواه
أحمد وأبو داود، والترمذي،
والنسائي وابن ماجة وغيرهم.