ولهذا أثنى
رسول الله a على هذا النوع من المستضعفين بقوله:( إن بالمدينة
أقواماً ما قطعتم وادياً ولا سرتم سيراً إلا وهم معكم) قالوا: وهم بالمدينة؟ قال:(
نعم حبسهم العذر)[1]
بل إن الله تعالى
اشترط في هؤلاء المستضعفين النصح لله ورسوله في حال قعودهم وعجزهم، فقال تعالى
:﴿ لَيْسَ عَلَى الضُّعَفَاءِ وَلا عَلَى الْمَرْضَى وَلا عَلَى الَّذِينَ
لا يَجِدُونَ مَا يُنْفِقُونَ حَرَجٌ إِذَا نَصَحُوا لِلَّهِ وَرَسُولِهِ مَا
عَلَى الْمُحْسِنِينَ مِنْ سَبِيلٍ وَاللَّهُ غَفُورٌ رَحِيمٌ (91) ﴾
(التوبة)
قال الرجل:
لم كان الأمر كذلك.. لم نظر الإسلام إلى العجز بهذه النظرة السلبية؟
قال: لأن دين
الله تعالى لا يقوم به ولا يمثله إلا الأقوياء أصحاب الهمم العالية، أما الذين
يتصورون الدين ضعفا وتماوتا وذلة، فهم لا يميتون شخصياتهم فقط، بل يميتون الدين
أيضا.
ولهذا كان
رسول الله a وهو القدوة الأول للمؤمنين إذا مشى أسرع في مشيته،
كأنما ينحدر من صبب، يقول واصفه:( ما رأيت أحداً أحسن من رسول الله a كأن الشمس تجرى في وجهه، ولا رأيت أحداً أسرع في مشيته منه، كأنما
الأرض تطوى له، وإنما لنجهد أنفسنا، وإنه لغير مكترث)[2]
قال رجل من
الحاضرين: أنت تعلم أنا قوم امتلأنا عجزا وكسلا.. وقد قدمنا إلى هذا القسم لنتطهر
منه.. فما السبيل إلى ذلك؟