قال الرجل:
أجل.. انظر كيف اعتبر الله تعالى هؤلاء ظالمين مع أنهم أقروا بأنهم كانوا
مستضعفين.
قال السنوسي:
اقرأ ما بعدها من الآيات لتعرف السر في لوم هؤلاء، وفي العقاب الذي حاق بهم.
قال الرجل:
لقد قال الله تعالى بعد تلك الآية :﴿ إِلاَّ الْمُسْتَضْعَفِينَ مِنَ
الرِّجَالِ وَالنِّسَاء وَالْوِلْدَانِ لاَ يَسْتَطِيعُونَ حِيلَةً وَلاَ
يَهْتَدُونَ سَبِيلاً (98) فَأُوْلَئِكَ عَسَى اللَّهُ أَن يَعْفُوَ عَنْهُمْ وَكَانَ
اللَّهُ عَفُوًّا غَفُورًا (99)﴾ (النساء)
قال السنوسي:
إن هاتين الآيتين تجيبانك عن سؤالك.
قال الرجل:
لم أفهم..
قال السنوسي:
إن الله تعالى لا يلوم ولا يؤاخذ عباده على العجز الفطري الجبلي الذي خلقوا به..
ولكنه يلومهم أشد اللوم على العجز الذي يكسبونه بسبب خورهم وكسلهم..
قال الرجل:
فالعجز عجز إذن؟
قال السنوسي:
أجل.. والله تعالى بعدله ورحمته لا يؤاخذ عباده إلا بما كسبت أيدهم..
ومع ذلك..
فإن الله تعالى ينهى المستضعفين الذين ملأتهم جبلتهم بالعجز عن أن يقعد بهم ضعفهم
الحسي عن الاستعداد والهم، ولهذا يثني على الصالحين المستضعفين بقوله :﴿
وَلا عَلَى الَّذِينَ إِذَا مَا أَتَوْكَ لِتَحْمِلَهُمْ قُلْتَ لا أَجِدُ مَا
أَحْمِلُكُمْ عَلَيْهِ تَوَلَّوْا وَأَعْيُنُهُمْ