قال آخر: وأنا أعرف الثاني.. وأعرف أن الأرض لفظته، فعن
أنس قال: كان هنا رجل من بني النجار، وقد قرأ البقرة وآل عمران، كان يكتب للنبي a فانطلق هاربا حتى لحق بأهل الكتاب، قال: فرفعوه، قالوا: هذا كان يكتب
لمحد، فأعجبوا به، فما لبث أن قصم الله عنقه فيهم، فحفروا له فواروه، فأصبحت الارض
قد نبذته على وجهها، ثم عادوا فحفروا له فواروه، فأصحبت الارض قد نبذته وجهها، ثم
عادوا فحفروا له فواروه فأصحبت الارض قد نبذته على وجهها، فتركوه منبوذا[1].
قال النسائي:
فقد بان لكم أن هذا أيضا لن يغني عنه شيئا.
قالوا: فما
الذي يغني عن الإنسان إن لم يغن عنه ما ذكرت؟
قال: وجهته
التي توجه إليها، وقبلته التي استقبلها..
قالو: فإذا
كان يتوجه للكعبة المشرفة كما يتوجه سائر المسلمين.
قال: رب
متوجه بوجهه للكعبة، وهو متوجه بقلبه لعرش الشيطان.
قالوا: فكيف
نميز بينهما؟
قال:
بالإرادة نميز بينهما.. أنسيتم أنا في قسم الإرادة.. فلا يمثل الإنسان إلا إرادته
وهمته..
قالوا:
فحدثنا عنها.
قال: سأحدثكم
عن إرادة أهل الله.. فنحن في هذا القسم لا نعلم إلا هذا النوع من الإرادة.
قالوا:
فحدثنا عنها.
قال: لقد
ذكرها الله تعالى، فقال :﴿ فَآتِ ذَا الْقُرْبَى حَقَّهُ وَالْمِسْكِينَ
وَابْنَ السَّبِيلِ ذَلِكَ