وقد ذكرها
رسول الله a في أحاديث كثيرة، فعن جابر بن عبدالله قال: كنا مع النبي a في غزاة فقال: (إن بالمدينة لرجالاً ما سرتم مسيرًا
ولا قطعتم واديًا إلا كانوا معكم؛ حبسهم المرض)، وفي رواية: (إلا شركوكم في الأجر)[1]
وفي حديث آخر
قال a قال: (من سأل الله تعالى الشهادة بصدق
بلَّغه الله منازل الشهداء وإن مات على فراشه)[2]
هل رأيتم
منزلة الإرادة وقيمتها، حتى لو لم يكن معها عمل.. إنها تنزل المؤمن منازل الشهداء
حتى لو مات على فراشه.. وتنزله منازل الكرماء حتى لو لم ينفق دينارا ودرهما..
وتنزله منازل المجاهدين حتى لو لم يخرج من بيته.
قالوا: عجبا
.. كيف يكون ذلك؟
قال: لقد قسم
رسول الله a أصناف الناس، فقال: ( إنما
الدنيا لأربعة نفر: عبد رزقه الله مالا وعلما فهو يتقي فيه ربه، ويصل فيه رحمه،
ويعلم لله فيه حقا، فهذا بأفضل المنازل، وعبد رزقه الله علما ولم يرزقه مالا فهو
صادق النية يقول: لو أن لي مالا لعملت بعمل فلان فهو بنيته فأجرهما سواء، وعبد
رزقه الله مالا ولم يرزقه علما، فهو يخبط في ماله بغير علم لا يتقي فيه ربه، ولا
يصل فيه رحمه، ولا يعلم لله فيه حقا، فهذا بأخبث المنازل، وعبد لم يرزقه الله مالا
ولا علما فهو يقول: لو أن لي مالا لعملت فيه بعمل فلان فهو بنيته فوزرهما