فقد أخبر
رسول الله a بأن النية الصادقة، والرغبة
الأكيدة، والإرادة الجازمة، يمكنها أن تصل بالإنسان وحدها إلى أرقى المراتب.
قالوا: لقد
ملأت قلوبنا رغبة في الإرادة.. فما الطريق إليها؟
قال[2] :
اعلموا ـ أيها الأحباب الكرام ـ يا من اصطفاكم الله لإرادته أن أول الطريق باعث
قوي يقذف في قلب العبد يـحثه على الإقبال على الله والدار الآخرة، والإعراض عن
الدنيا وعما الـخلـق مشغولون به من عمارتـها وجمعها والتـمتع بشهواتها والاغترار
بزخارفها.
وهذا الباعث
من جنود الله الباطنة، وهو من نفحات العناية وأعلام الهداية، وكثيرا ما يفتح به
على العبد عند التخويف والترغيب والتشويق، وعند النظر إلى أهل الله تعالى والنظر
منهم، وقد يقع بدون سبب.
والتعرض
للنفحات مأمور به ومرغب فيه والانتظار والارتقاب بدون التعرض ولزوم الباب حمق
وغباوة.
ومن أكرمه
الله بهذا الباعث الشريف فليعرف قدره المنيف، وليعلم أنـه من أعظم نعم الله تعالى
عليه التي لا يقدر قدرها ولا يـبلغ شكرها فلـيبالغ في شكر الله تعالى على ما منحه
وأولاه، وخصه به من بين أشكاله وأقرانه فكم من مسلم بلغ عمره ثمانين سنة وأكثر لم
يجد هذا الباعث ولم يطرقه يوما من الدهر.
قالوا: وعينا
هذا.. فكيف نقوي هذا الوارد.. وكيف نحفظ بركات تلك النفحات؟