وقال: (فمما يجب في حق سالك طريق الحق أن يكون له
مرشد ومرب ليدله على الطريق، ويرفع عنه الأخلاق المذمومة، ويضع مكانها الأخلاق
المحمودة.. ومعنى التربية أن يكون المربي كالزارع الذي يربي الزرع، فكلما رأى حجرا
أو نباتا مضرا بالزرع قلعه وطرحه خارجا ويسقي الزرع مرارا إلى أن ينمو ويتربى
ليكون أحسن من غيره، وإذا علمت أن الزرع محتاج للمربي علمت أنه لابد للسالك من
مرشد البتة)[1]
وقال ابن
عطاء الله السكندري: (وينبغي لمن عزم على الاسترشاد وسلوك الرشاد أن يبحث عن شيخ
من أهل التحقيق سالك للطريق تارك لهواه راسخ القدم في خدمة مولاه، فإذا وجهد
فليمتثل ما أمر، ولينته عما نهى عنه وزجر)[2]، وقال: (لا تصحب من لا ينهضك حاله، ولا يدلك على الله مقاله)
وقال: (ليس
شيخك من سمعت منه، وإنما شيخك من أخذت عنه.. وليس شيخك من واجهتك عبارته وإنما
شيخك الذي سرت فيك إشارته.. وليس شيخك من دعاك إلى الباب وإنما شيخك الذي رفع بينك
وبينه الحجاب.. وليس شيخك من واجهك مقاله وإنما شيخك الذي نهض بك حاله.. شيخك هو
الذي أخرجك من سجن الهوى ودخل بك على المولى.. شيخك هو الذي ما زال يحدو مرآة قلبك
حتى تجلت فيها أنوار ربك أنهضك إلى الله فنهضت إليه وسار بك حتى وصلت إليه وما زال
محاذيا لك حتى ألقاك بين يديه فزجَّ بك في نور الحضرة وقال: ها أنت وربك)[3]
وقال سميي
الشيخ عبدالوهاب العشراني في كتابه الذي بين يدي، والذي سماه (العهود المحمدية): (
أخذ علينا العهد العام من رسول الله a أن نواضب على
الركعتين
[1]
خلاصة التصانيف في التصوف لحجة الإسلام الغزالي ص 18.