responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : أسرار الإنسان نویسنده : أبو لحية، نور الدين    جلد : 1  صفحه : 164

مرّة وصغر عندي زهرتها وحلاوتها واستوى عندي ذهبها وحجرها، وكأني أنظر إلى عرش ربـي والناس يساقون إلى الجنة والنار فأظمأت لذلك نهاري وأسهرت ليلي، وقليل حقير كل ما أنا فيه في جنب ثواب الله وعقابه.

التفت الشيخ محمد إلياس إلى الرجل، وقال: إن حدثتك نفسك بأن هؤلاء رجال أقوياء لا يطاق الاقتداء بهم فطالع أحوال النساء المجتهدات وقل لها: يا نفس لا تستنكفي أن تكوني أقل من امرأة فأخسس برجل يقصر عن امرأة في أمر دينها ودنياها..

قال رجل: فهل كان في النساء أمثال هؤلاء الرجال؟

قال: أجل.. فمن خلق الهمة العالية في الرجال لن يعجز أن يخلق مثله في النساء.. أليس النساء شقائق الرجال؟

قال الرجل: أجل.. فحدثنا من أخبارهن، نعسى أن نحتقر نفوسنا فيحركها للاجتهاد في طاعة الله.

قال: من ذلك ما روي عن حبـيبة العدوية أنها كا نت إذا صلت العتمة قامت على سطح لها وشدت عليها درعها وخمارها ثم قالت: إلهي قد غارت النجوم ونامت العيون وغلقت الملوك أبوابها وخلا كل حبـيب بحبـيبه وهذا مقامي بـين يديك، ثم تقبل على صلاتها فإذا طلع الفجر قالت: إلهي هذا الليل قد أدبر وهذا النهار قد أسفر فليت شعري أقبلت مني ليلتي فأهنأ أم رددتها عليّ فأعزّى؟ وعزتك لهذا دأبـي ودأبك ما أبقيتني، وعزتك لو انتهرتني عن بابك ما برحت لما وقع في نفسي من جودك وكرمك.

ويروى عن عجرة أنها كانت تحيـي الليل وكانت مكفوفة البصر فإذا كان في السحر نادت بصوت لها محزون: إليك قطع العابدون دجى الليالي يستبقون إلى رحمتك وفضل مغفرتك فبك يا إلهي أسألك لا بغيرك أن تجعلني في أوّل زمرة السابقين وأن ترفعني لديك في عليـين في درجة المقربـين وأن تلحقني بعبادك الصالحين فأنت أرحم الرحماء وأعظم العظماء

نام کتاب : أسرار الإنسان نویسنده : أبو لحية، نور الدين    جلد : 1  صفحه : 164
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست