responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : أسرار الإنسان نویسنده : أبو لحية، نور الدين    جلد : 1  صفحه : 163

وكان صفوان بن سليم قد تعقدت ساقاه من طول القيام، وبلغ من الاجتهاد ما لو قيل له القيامة غداً ما وجد متزايداً..

وقال بعضهم: ما أخاف من الموت إلا من حيث يحول بـيني وبـين قيام الليل.

وقال علي: سيما الصالحين صفرة الألوان من السهر وعمش العيون من البكاء وذبول الشفاه من الصوم، عليهم غبرة الخاشعين.

وقيل للحسن: ما بال المتهجدين أحسن الناس وجوهاً؟ فقال: لأنهم خلوا بالرحمن فألبسهم نوراً من نوره.

وعن بعضهم قال: كان زمعة نازلاً عندنا بالمحصب - وكان له أهل وبنات - وكان يقوم فيصلي ليلاً طويلاً فإذا كان السحر نادى بأعلى صوته: أيها الركب المعرسون أكل هذا الليل ترقدون أفلا تقومون فترحلون؟ فيتواثبون فيسمع من هاهنا باك ومن هاهنا داع ومن ههنا قارىء ومن هاهنا متوضىء، فإذا طلع الفجر نادى بأعلى صوته: عند الصباح يحمد القوم السرى.

وقال بعض الحكماء: إنّ لله عباداً أنعم عليهم فعرفوه، وشرح صدورهم فأطاعوه، وتوكلوا عليه فسلموا الخلق والأمر إليه فصارت قلوبهم معادن لصفاء اليقين وبـيوتاً للحكمة وتوابـيت للعظمة وخزائن للقدرة، فهم بـين الخلق مقبلون ومدبرون، وقلوبهم تجول في الملكوت وتلوذ بمحجوب الغيوم، ثم ترجع ومعها طوائف من لطائف الفوائد وما لا يمكن واصفاً أن يصفه فهم في باطن أمورهم كالديباج حسناً وهم الظاهر مناديل، مبذولون لمن أرادهم تواضعاً.

ويحكى أنّ قوماً دخلوا على عمر بن عبد العزيز يعودونه في مرضه، وإذا فيهم شاب ناحل الجسم، فقال عمر له: يا فتى ما الذي بلغ بك ما أرى؟ فقال: يا أمير المؤمنين أسقام وأمراض، فقال: سألتك بالله إلا صدقتني فقال: يا أمير المؤمنين ذقت حلاوة الدنيا فوجدتها

نام کتاب : أسرار الإنسان نویسنده : أبو لحية، نور الدين    جلد : 1  صفحه : 163
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست