responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : أسرار الإنسان نویسنده : أبو لحية، نور الدين    جلد : 1  صفحه : 177

ألم تعلمي أن الصالحين كانوا يذيقون أنفسهم آلام الدنيا لترتدع وتتذكر عذاب الآخرة..

إن لم تكوني تعلمي ذلك فاعلمي أن المحدثين ذكروا أنه انطلق رجل ذات يوم – في عهد النبي a - فنزع ثيابه وتمرّغ في الرمضاء فكان يقول لنفسه: ذوقي ونار جهنم أشدّ حرّاً أجيفة بالليل بطالة بالنهار؟ فبـينما هو كذلك إذ أبصر النبـي a في ظل شجرة فأتاه فقال: غلبتني نفسي فقال له النبـي a: (ألم يكن لك بد من الذي صنعت، أما لقد فتحت لك أبواب السماء، ولقد باهى الله بك الملائكة)، ثم قال لأصحابه: (تزودوا من أخيكم)، فجعل الرجل يقول له: يا فلان ادع لي، يا فلان ادع لي، فقال النبـي a: (عمهم)، فقال: (اللهم اجعل التقوى زادهم، واجمع على الهدى أمرهم)، فجعل النبـي a يقول: (اللهم سدده)، فقال الرجل: اللهم اجعل الجنة مآبهم[1].

وحدث صاحب للأحنف قال: كنت أصحبه فكان عامة صلاته بالليل، الدعاء، وكان يجيء إلى المصباح فيضع أصبعه فيه حتى يحس بالنار ثم يقول لنفسه: يا حنيف ما حملك على ما صنعت يوم كذا؟ ما حملك على ما صنعت يوم كذا؟

وحدث إسحاق بن عمار قال : خرجت مع أبي عبد الله وهو يحدث نفسه، ثم استقبل القبلة فسجد طويلا، ثم ألزق خده الايمن بالتراب طويلا، قال : ثم مسح وجهه ثم ركب، فقلت له : بابي أنت وأمي لقد صنعت شيئا ما رأيته قط، قال : يا إسحاق إني ذكرت نعمة من نعم الله عزوجل علي فأحببت أن أذلل نفسي، ثم قال : يا إسحاق ما أنعم الله على عبده بنعمة فشكرها بسجدة يحمد الله فيها ففرغ منها حتى يؤمن له بالمزيد من الدارين.

ودخل ابن السماك على داود الطائي حين مات - وهو في بـيته على التراب - فقال: يا داود سجنت نفسك قبل أن تسجن وعذبت نفسك قبل أن تعذب، فاليوم ترى ثواب من كنت تعمل له.


[1] رواه ابن أبي الدنيا في محاسبة النفس.

نام کتاب : أسرار الإنسان نویسنده : أبو لحية، نور الدين    جلد : 1  صفحه : 177
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست