responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : أسرار الإنسان نویسنده : أبو لحية، نور الدين    جلد : 1  صفحه : 178

بعد أن سمعنا ورأينا منه بعض ما ذكرته لك التفت إلينا، فتعجب من حضورنا، وقال: أهلا بكم.. اعذروني.. عساني لم أطل عليكم.

قلنا: لا.. ولكنا قد امتلأت عجبا من حالك.. كيف تضرب نفسك؟

قال: لو تأدبت لما ضربتها.

قال رجل منا: لقد عهدنا أنه لا يضرب أحد نفسه إلا إذا كان مجنونا.

قال: فهذا الذي لا يضرب نفسه هل يضرب غيره إن أساء؟

قلنا: أجل.. ولكن ذلك شيء مألوف.

قال: فمن لم يردع نفسه، فكيف يجوز لنفسه أن يردع غيره؟ إن النفس أولى بالعقوبة من الغير.

قلنا: فما فعلته شيء خاص بك.. أم شيء تدعونا إليه؟

قال: بل شيء أدعوكم إليه.. ألستم في مدرسة المسلم القوي.. لا يمكن للمسلم أن يصير قويا ما لم يقهر نفسه التي بين جنبيه.

لقد ذكر أولياء الله هذا.. فقد ذكروا أنه مهما حاسب الإنسان نفسه فلم تسلم عن مقارفة معصية وارتكاب تقصير في حق الله تعالى، فلا ينبغي أن يهملها.. لأنه إن أهملها سهل عليه مقارفة المعاصي، وأنست بها نفسه، وعسر عليه بعد ذلك فطامها، وكان ذلك سبب هلاكها، بل ينبغي أن يعاقبها، فإذا أكل لقمة شبهة بشهوة نفس ينبغي أن يعاقب البطن بالجوع، وإذا نظر إلى غير محرم ينبغي أن يعاقب العين بمنع النظر، وكذلك يعاقب كل طرف من أطراف بدنه بمنعه عن شهواته.. هكذا كانت عادة سالكي طريق الآخرة.

ومن لطائف العقوبات التي ذكروها أن مريد الله إذا رأى شرها في نفسه للطعام ألزمها بالصوم وتقليل الطعام، ثم يكلفها أن تهيئ الأطعمة اللذيذة ويقدمها إلى غيره وهو لا يأكل

نام کتاب : أسرار الإنسان نویسنده : أبو لحية، نور الدين    جلد : 1  صفحه : 178
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست