responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : أسرار الإنسان نویسنده : أبو لحية، نور الدين    جلد : 1  صفحه : 183

عَزَمْتَ فَتَوَكَّلْ عَلَى اللَّهِ إِنَّ اللَّهَ يُحِبُّ الْمُتَوَكِّلِينَ (159)﴾ (آل عمران)

قلت: وعيت هذا.. فهل لاستفادتك لهذا السر قصة؟

قال: أجل.. فبعد أن من الله علي، فعرفت ما ذكرته لك من أسرار في تلك المدينة العجيبة - التي فتح الله لي فيها من علوم الإنسان ما كان منغلقا – سرت، كما تعودت، على غير هدى، إلى أن وجدت رجلين يتحاوران، وقد شدني حديثهما، فقعدت أستمع إليهما.

كان أولهما غليظا شديدا.. ولكنه مع ذلك يحمل قلبا ممتلئا رحمة ولينا.. ولكن غلظته طغت على لينه، وشدته قست على رحمته.. فلم يبدو إلا غليظا قاسيا.

وكان ثانيهما على عكس صاحبه لينا رفيقا.. ولو أنه هو الآخر يحمل في نفسه استعدادا للغلظة والشدة.. ولكن لينه غلب شدته، ورحمته غلبت قسوته.. فلم يبدو إلا لينا لطيفا رؤوفا.

سأحكي لك ما دار بينهما من حوار.. فقد كان هو المفتاح الذي فتح الله لي به علي أسرار اللين..

قال أولهما للثاني: ألا ترى أنك بهذا ستفتح أبوابا للشر قد يصعب عليك غلقها؟

قال الثاني: لا.. لا يمكن أن يأتي اللين بالشر.. وكيف يأتي بالشر، وقد كان رسول الله a لينا هينا سهلا.. وقد وصفه ربنا، فقال :﴿ عَزِيزٌ عَلَيْهِ ما عَنِتُّمْ حَرِيصٌ عَلَيْكُمْ بِالْمُؤْمِنِينَ رَؤُفٌ رَحِيمٌ ﴾ (التوبة) فهو a رؤوف رحيم شفيق، ومن شفقته على الأمة تخفيفه وتسهيله عليهم وكراهته أشياء مخافة أن تفرض عليهم كقوله: (لولا أن أشق على أمتي لأمرتهم بالسواك مع كل وضوء)[1]، ومثل ذلك نهيه عن الوصال، وكراهته دخول الكعبة لئلا يعنت أمته، وكان يسمع بكاء الصبي فيتجوز في صلاته.. وهكذا مما وردت النصوص الكثيرة تخبر


[1] رواه الترمذي وغيره.

نام کتاب : أسرار الإنسان نویسنده : أبو لحية، نور الدين    جلد : 1  صفحه : 183
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست