وفي أثر
آخر:( يا ابن آدم إنك ما دعوتني ورجوتني غفرت لك على ما كان منك ولا أبالي يا ابن
آدم لو بلغت ذنوبك عنان السماء ثم استغفرتني غفرت لك ، يا ابن آدم لو أتيتني
بقرابة الأرض - بضم القاف ويجوز كسرها أي قريب ملئها - خطايا ثم لقيتني لا تشرك بي
شيئا لأتيتك بقرابها مغفرة) [1]
وقد أخبر
القرآن الكريم أن ﴿الرَّحْمَنُ عَلَى الْعَرْشِ اسْتَوَى﴾ (طـه:5)،
وفي ذلك إشارة إلى أن مملكة هذا الكون الواسعة مبنية على أساس الرحمة الإلهية
ومنتهية إليها.
فالله تعالى
في تلك الآية الكريمة لم يختر من أسمائه إلا هذا الاسم الجليل الذي يجمع بين
الدلالة على منتهى الرحمة وكمالها والعلمية على الذات ليدل على هذا المعنى، فإنه إذا
قيل:( حكم الملك الشجاع) دل ذلك على ان أكبر منجزات هذا الملك مؤسسة على شجاعته،
وإن قيل:( حكم الملك العادل) دل ذلك على أن أبرز ما يظهر في مملكته هو عدله،
وهكذا.
وهذه الآية
تدل على أن الخبراء بالله العارفين به يدركون هذا المعنى، فلذلك كان أكثر كلام
العارفين في التحبيب في الله والدلالة على أبواب رحمته، بل كان أعظم العارفين a
هو الرحمة المهداة.
ولهذا يربط
القرآن الكريم بين ملك الله الذي يعني تدبير الله للأشياء وبين رحمته تعالى، كما
قال تعالى:﴿ الْمُلْكُ يَوْمَئِذٍ الْحَقُّ لِلرَّحْمَنِ وَكَانَ يَوْماً
عَلَى الْكَافِرِينَ عَسِيراً﴾ (الفرقان:26)
ولذلك ورد في
القرآن الكريم الإخبار عن سعة الرحمة الإلهية وشمولها باعتبار