الكون مؤسسا عليها إنشاء وتدبيرا، قال تعالى:﴿
وَرَحْمَتِي وَسِعَتْ كُلَّ شَيْءٍ ((الأعراف:من: 156)،
وقال تعالى:﴿ فَإِنْ كَذَّبُوكَ فَقُلْ رَبُّكُمْ ذُو رَحْمَةٍ وَاسِعَةٍ
وَلا يُرَدُّ بَأْسُهُ عَنِ الْقَوْمِ الْمُجْرِمِينَ﴾ (الأنعام:147)
قلنا: عرفنا
الأول.. وأعظم به.. ولكنا نريد واحدا من البشر له ما للبشر، وعليه ما عليهم.
قال: فذاك هو
رسول الله a أعظم الرحماء.. ذلك الذي وصفه ربه، فقال :﴿
لَقَدْ جاءَكُمْ رَسُولٌ مِنْ أَنْفُسِكُمْ عَزِيزٌ عَلَيْهِ ما عَنِتُّمْ حَرِيصٌ
عَلَيْكُمْ بِالْمُؤْمِنِينَ رَؤُفٌ رَحِيمٌ (128) فَإِنْ تَوَلَّوْا فَقُلْ
حَسْبِيَ اللَّهُ لا إِلهَ إِلَّا هُوَ عَلَيْهِ تَوَكَّلْتُ وَهُوَ رَبُّ
الْعَرْشِ الْعَظِيمِ (129)﴾ (التوبة)، وقال :﴿ فَبِمَا رَحْمَةٍ
مِنَ اللَّهِ لِنْتَ لَهُمْ وَلَوْ كُنْتَ فَظّاً غَلِيظَ الْقَلْبِ لَانْفَضُّوا
مِنْ حَوْلِكَ فَاعْفُ عَنْهُمْ وَاسْتَغْفِرْ لَهُمْ وَشَاوِرْهُمْ فِي الْأَمْرِ
فَإِذَا عَزَمْتَ فَتَوَكَّلْ عَلَى اللَّهِ إِنَّ اللَّهَ يُحِبُّ
الْمُتَوَكِّلِينَ﴾ (آل عمران:159)
وقد كان a - كما وصفه ربه - سهلا لينا يسيرا ما غضب لنفسه قط،
ولا ضاق صدره بضعفهم البشري.. بل كان يقول لهم كل حين:( إنما أنا لكم مثل الوالد
لولده)[1]
وكان يقول:
(لولا أن أشق على أمتي لأحببت ألا أتخلف خلف سرية تخرج في سبيل الله، ولكن لا أجد
ما أحملهم عليه، ولا يجدون ما يتحملون عليه، وشق عليهم أن يتخلفوا بعدي..)[2]
وكان يقول:
(لولا أن أشق على أمتي لأمرتهم بالسواك عند كل وضوء، ومع كل صلاة)[3]