وحدث أنس قال: (ما رأيت أحدا كان أرحم بالعباد من
رسول الله a )[1]
وعن مالك بن
الحويرث قال: كان رسول الله a رحيما، رفيقا، فأقمنا عنده عشرين ليلة،
فظن أنا قد اشتقنا إلى أهلنا، فسألنا عمن تركنا عند أهلنا، فأخبرناه، فقال:
(ارجعوا إلى أهليكم، فأقيموا عندهم) [2]
وعن أبي
قتادة أن رسول الله a قال: (إني لأدخل في الصلاة، وأنا أريد أن
أطيلها، فأسمع بكاء الصبي فأتجاوز في صلاتي مما أعلم من شدة وجدانه من بكائه)[3]
وعن أبي سعيد
الخدري قال: صلى بهم رسول الله a بأقصر سورتين في القرآن، فلما قضى الصلاة،
قال له أبو سعيد أو معاذ: صليت صلاة ما رأيتك صليت مثلها قط، قال: (أنا سمعت بكاء
الصبي خلفي وترصف النساء، أردت أن تفرغ له أمه)[4]
وعن عائشة
قالت: خرج رسول الله a من جوف الليل يصلي في المسجد، فصلى رجال
صلاته، فأصبح الناس يتحدثون بذلك، فاجتمع أكثر منهم، فأصبح الناس يذكرون ذلك، فكثر
أهل المسجد في الليلة الثالثة، فخرج فصلوا بصلاته، فلما كانت الليلة الرابعة عجز
المسجد عن أهله، ففقدوا صوت رسول الله a، فجعل بعضهم
يتنحنح، ليخرج إليهم، فلم يخرج إليهم رسول الله a،
حتى خرج لصلاة الصبح، فلما قضى صلاته أقبل على الناس، ثم تشهد وقال: (أما بعد:
فإنه لم يخف عني شأنكم الليلة، ولكن خشيت أن تفرض عليكم صلاة، فتعجزوا عنها، فصلوا
في بيوتكم، فإن أفضل صلاة المرء في بيته إلا المكتوبة) [5]