قال: من خلق
الطهارة في عالم الحقائق، فلن يعجز عن خلق الطهارة في عالم الأجساد.
قلت: هل تقصد
أني سأرى ببصيرتي أجسادا تتحرك؟
قال: لو فتحت
بصيرتك، فسترى الحقائق تتحرك.. فلله من المعلمين ما له من الجنود.. ﴿ وَمَا
يَعْلَمُ جُنُودَ رَبِّكَ إِلَّا هُوَ..(31)﴾ (المدثر)
قلت: لا أزال
لا أرى إلا الهباء.. فما أفعل حتى تنفتح بصيرتي؟
قال: إذا
حجبك بصرك عن بصيرتك.. فأغلق بصرك لتعيش عوالم بصيرتك.
لست أدري كيف
بدا أن أغلق بصري..
وقد امتلأت
عجبا.. فما إن أغلقته حتى رأيت رياحا عجيبة تهب من اللامكان تمتلئ بروائح مقدسة لا
يمكن للواصف أن يصفها.. ثم تنجلي الغمامة عن مدينة عجيبة ممتلئة بكل الألوان.. بل
- فوق ذلك - رأيتني أتحرك فيها بكل نشاط، وكأن شبابي قد عاد إلي، بل كأني ولدت في
تلك اللحظة.
***
في تلك
البلاد العجيبة التقيت كثيرا من أهل الله في مواطن مختلفة.. وقد تعلمت منهم جميعا
أركان (الأنا) وأوصافها وأخلاقها وصعودها وهبوطها.