وعن عبد الله بن عبيد أن رسول الله a لما كسرت رباعيته، وشج وجهه يوم أحد شق ذلك على
أصحابه، وقالوا: لو دعوت عليهم، فقال رسول الله a:
(إني لم أبعث لعانا، ولكن بعثت داعيا ورحمة، اللهم اهد قومي، فإنهم لا يعلمون)[1]
قال الرجل:
وعينا هذا.. فحدثنا عن حلم الورثة.
قال: لقد
أخبر a عن الورثة وما يجنونه من حلمهم وسعة صدرهم، فقال:
(إذا جمع الخلائق نادى مناد: أين أهل الفضل؟ قال: فيقوم ناس وهم يسير، فينطلقون
سراعاً إلى الجنة، فتتلقّاهمً الملائكة فيقولون: إنا نراكم سراعاً إلى الجنة فمن
أنتم؟ فيقولون: نحن أهل الفضل. فيقولون: ما فضلكم؟ فيقولون: كنا إذا ظُلِمْنا
صبرنا، وإذا أُسئَ إلينا حَلُمْنا. فيقال لهم: ادخلوا الجنة فنعم أجر العاملين)[2]
وقال يوسف بن
أسباط: علامة حسن الخلق عشر خصال؛ قلة الحلاف، وحسن الإنصاف، وترك طلب العثرات،
وتحسين ما يبدو من السيئات، والتماس المعذرة، واحتمال الأذى، والرجوع بالملامة على
النفس والتفرد بمعرفة عيوب نفسه دون عيوب غيره، وطلاقة الوجه للصغير والكبير، ولطف
الكلام لمن دونه ولمن فوقه.
وسئل سهل عن
حسن الخلق فقال: أدناه احتمال الأذى وترك المكافأة والرحمة للظالم والاستغفار له
والشفقة عليه.
روي أن
إبراهيم بن أدهم خرج يوماً إلى بعض البراري فاستقبله رجل جندي فقال: أنت عبد؟ قال:
نعم، فقال له: أين العمران؟ فأشار إلى المقبرة، فقال الجندي: إنما أردت العمران؟
فقال: هو المقبرة، فغاظه ذلك فضرب رأسه بالسوط فشجه ورده إلى البلد فاستقبله
أصحابه فقالوا: ما الخبر؟ فأخبرهم الجندي ما قال له فقالوا، هذا إبراهيم بن أدهم!
فنزل
[1]
رواه البيهقي في شعب الإيمان، مرسلا، ورواه موصولا عن سهل بن سعد مختصرا: (اللهم:
اغفر لقومي، فإنهم لا يعلمون)