فقال: (لقد لقيت من قومك. وكان أشدّ ما لقيت منهم يوم
العقبة إذ عرضت نفسي على ابن عبد ياليل بن عبد كلال فلم يجبني إلى ما أردت فانطلقت
وأنا مهموم على وجهي فلم أستفق إلّا بقرن الثّعالب، فرفعت رأسي- فإذا أنا بسحابة
قد أظلّتني، فنظرت فإذا فيها جبريل، فناداني، فقال: إنّ اللّه- عزّ وجلّ- قد سمع
قول قومك لك وما ردّوا عليك، وقد بعث إليك ملك الجبال، لتأمره بما شئت فيهم، فناداني
ملك الجبال، فسلّم عليّ، ثمّ قال: يا محمّد! إنّ اللّه قد سمع قول قومك لك، وأنا
ملك الجبال، وقد بعثني ربّك إليك لتأمرني بأمرك، فما شئت؟ إن شئت أن أطبق عليهم
الأخشبين. فقال له رسول اللّه a: (بل أرجو أن يخرج
اللّه من أصلابهم من يعبد اللّه وحده لا يشرك به شيئا)[1]
عن أنس قال:
كنت أمشى مع رسول الله a وعليْه
بُرُدٌ نجرانىّ غليظ الحاشية، فأدركه أعرابىّ فجذبه بردائه جذبة شديدة، فنظرتُ إلى
صفحة عنق رسول الله a وقد أثَّر
بها حاشية الرَّداء من شدَّة الجذبة، ثم قال: يا محمد مُرْ لى من مال الله الذى
عندك، فالْتَفتَ إليه فضحك، ثم أمر له بعطاء[2].
وعن أبي
هريرة أن رجلا أتى رسول الله a يتقاضاه فأغلظ له، فهم به أصحابه، فقال
رسول الله a:(دعوه فإن لصاحب الحق مقالا، ثم قال:
اعطوه شيئا مثل سنة)، فقالوا: يا رسول الله، لا نجد إلا أفضل من سنه، قال: (اعطوها،
وخيركم أحسنكم قضاء)[3]
وعن أنس أن
يهودية أتت رسول الله a بشاة مسمومة، فأكل منها فجئ بها، فقيل:
ألا تقتلها فقال: (لا)[4]