responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : أسرار الإنسان نویسنده : أبو لحية، نور الدين    جلد : 1  صفحه : 208

شيء جئت؟) قال: جئت لأسلم على يديك، يا رسول اللّه! قال: فألقى إليّ كساءه ثمّ أقبل على أصحابه، وقال: (إذا جاءكم كريم قوم فأكرموه)، وقال: وكان لا يراني بعد ذلك إلّا تبسّم في وجهي[1].

بعد أن روى هذا وغيره سألناه عما تدعو إليه هذه النصوص المقدسة، فقال: إنها تدعو إلى خلق من الأخلاق العظيمة التي يتميز بها الصاعدون عن الهابطين.. والمؤمنون المترفعون من القاعدين المتثاقلين.

قلنا: ما أعظم هذا الخلق.. فما هو؟

قال: إنه الكرم[2].. فالكريم هو الذي آمن بأن الله هو الرزاق ذو القوة المتين، وذو الجود العظيم.. فدعاه إيمانه إلى التخلق بأخلاق الله، والثقة في فضله.

قلنا: فدلنا على السبيل إليها، فإنا نجد في نفوسنا من البخل ما يحول بيننا وبينها.

قال: أول السبل إليه وأعظمها هو العرفان، فمن عرف الله وأحبه وتخلل الحب جميع وجدانه، فإنه لا محالة سيدعوه حبه إلى التشبه بحبيبه الذي امتلأ قلبه بحبه.. فالله هو الكريم الّذي إذا قدر عفا، وإذا وعد وفى، وإذا أعطى زاد على منتهى الرّجاء، ولا يبالي كم أعطى ولمن أعطى، وإن رفعت حاجة إلى غيره لا يرضى، وإذا جفي عاتب، ولا يضيع من لاذبه والتجأ، بل يغنيه عن الوسائط والشّفعاء.

قلنا: وعينا هذا.. فما غيره؟

قال: حب العظيم الذي شهد لعظمته وسمو أخلاقه كل شيء.. بدأ من ربه سبحانه الذي قال يخاطبه :﴿ وَإِنَّكَ لَعَلَى خُلُقٍ عَظِيمٍ (4)﴾ (القلم)


[1] رواه ابن ماجة والبيهقي.

[2] مما عرف به الكرم ما عرفه به ابن مسكويه، قال: الكرم إنفاق المال الكثير بسهولة من النّفس فى الأمور الجليلة القدر، الكثيرة النّفع (تهذيب الأخلاق لابن مسكويه:30)

نام کتاب : أسرار الإنسان نویسنده : أبو لحية، نور الدين    جلد : 1  صفحه : 208
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست