بذلك لما أوتيه من قدرة عجيبة على الوصول إلى القلوب
بمواعظه الرقيقة.
كان أول ما
خاطبنا به عند دخولنا عليه قوله: (استحيوا من اللّه حقّ الحياء)[1]
قال رجل منا:
(إنّا نستحيي والحمد للّه)
قال: (ليس
ذاك، ولكنّ الاستحياء من اللّه حقّ الحياء: أن تحفظ الرّأس وما وعى، والبطن وما
حوى، ولتذكر الموت والبلى، ومن أراد الآخرة ترك زينة الدّنيا، فمن فعل ذلك فقد
استحيا من اللّه حقّ الحياء)
قلنا: فحدثنا
عن الحياء.. فلا يمكن أن يستحيي من لا يعرف الحياء.
قال: الحياء
هو تغيّر وانكسار يعتري الإنسان من خوف ما يعاب به.. أو هو انقباض النّفس من شيء
وتركه حذرا عن اللّوم فيه.. أو هو ما يبعث على ترك القبح ويمنع من التّقصير في حقّ
ذي الحقّ.. أو هو التّرقيّ عن المساوىء خوف الذّمّ.. أو هو انقباض النّفس من شيء
حذرا من الملام.