قال: كحياء
الملائكة الّذين يسبّحون اللّيل والنّهار لا يفترون، فإذا كان يوم القيامة قالوا:
(سبحانك ما عبدناك حقّ عبادتك)
قلنا: فما حياء
الإجلال؟
قال: هو حياء
المعرفة، وعلى حسب معرفة العبد بربّه يكون حياؤه منه.
قلنا: فما حياء
الكرم؟
قال: كحياء
النّبيّ a من القوم الّذين دعاهم إلى وليمة زينب، وطوّلوا
الجلوس عنده، فقام واستحيا أن يقول لهم: انصرفوا.
قلنا: فما حياء
الحشمة؟
قال: كحياء من
استحيا أن يسأل رسول اللّه a عن أمور
تتعلق بالدين يستحيا من ذكرها.
قلنا: فما حياء
الاستحقار، واستصغار النّفس؟
قال: كحياء
العبد من ربّه عزّ وجلّ حين يسأله حوائجه، احتقارا لشأن نفسه، واستصغارا لها.
قلنا: فمّا
حياء المحبّة؟
قال: هو حياء
المحبّ من محبوبه، حتّى إنّه إذا خطر على قلبه في غيبته هاج الحياء من قلبه، وأحسّ
به في وجهه ولا يدري ما سببه.. وكذلك يعرض للمحبّ عند ملاقاته محبوبه ومفاجأته له
روعة شديدة. ومنه قولهم (جمال رائع) وسبب هذا الحياء والرّوعة ممّا لا يعرفه أكثر
النّاس.. فإذا فاجأ المحبوب محبّه، ورآه بغتة، أحسّ القلب بهجوم سلطانه عليه
فاعتراه روعة وخوف.