الأخلاق الطيبة ونورها.. فمن تعرض لأشعته سرى إليه من
فيضه ما ملأه حياء وأدبا..
قلنا: فحدثنا
عن حياء رسول الله a.
قال: لقد حدث
أبو سعيد الخدري قال: (كان رسول الله a أشد حياء من
العذراء في خدرها، وكان إذا كره شيئا عرفناه في وجهه)[1]
وعن أنس قال:
رأى رسول الله a على وجه رجل صفرة فقال: (لو أمرتم هذا أن
يغسل هذه الصفرة)، وكان لا يكاد يواجه أحدا في وجهه بشئ يكرهه[2].
وعن عائشة
قالت: كان رسول الله a إذا بلغه عن رجل شيئا لم يقل له: قلت:
كذا وكذا قال: (ما بال أقوام يقولون كذا وكذا)[3]
وعن سهل بن
سعد قال: كان رسول الله a حييا لا يسأل عن شئ إلا أعطى[4].
وعن هند بن
أبي هالة قال: كان رسول الله a خافض الطرف، جل نظره إلى الأرض أكثر من
نظره إلى السماء، جل نظره الملاحظة[5].
وعن عائشة
قالت: صنع رسول الله a شيئا فرخص فيه، فتنزه عنه قوم، فبلغ ذلك
رسول الله a فخطب، فحمد الله تعالى، ثم قال: (ما بال
أقوام يتنزهون عن الشئ أصنعه؟ فوالله إني لأعلمهم بالله تعالى، وأشدهم له خشية)[6]
[2]
رواه أحمد وأبو داود، ورواه البخاري في الأدب بلفظ: كان رسول الله r قل ما يواجه الرجل بشئ
يكرهه، فدخل عليه يوما رجل وعليه أثر صفرة، فلما قام قال لأصحابه: لو غير، أو نزع
هذه الصفرة.