responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : أسرار الإنسان نویسنده : أبو لحية، نور الدين    جلد : 1  صفحه : 23

امتلأت حزنا على الثاني.. واقتربت منه لأسليه، فقال: لا تسليني أنا.. فهو أحوج مني إلى التسلية.

قلت: ما تقول.. الناس عادة يسلون المستضعفين لا المستكبرين..؟

قال: ذلك لعدم علمهم بحقيقة الإنسان.. ولو علموا حقيقته لم يجدوا إلا أن يسلوا المستكبرين.. ذلك أن كل مستكبر يحمل في حقيبة نفسه المملوءة بالغرور جميع السموم التي لا دور لها إلا الإجهاز عليه.

قلت: كيف ذلك؟

قال: ألم يخلق الله الإنسان من تراب؟

قلت: بلى.. فقد قال تعالى :﴿ وَمِنْ آيَاتِهِ أَنْ خَلَقَكُمْ مِنْ تُرَابٍ ثُمَّ إِذَا أَنْتُمْ بَشَرٌ تَنْتَشِرُونَ﴾ (الروم:20)، وقال مخبرا عن حديث الرجل المؤمن مع صاحبه الممتلئ بالغرور :﴿ قالَ لَهُ صَاحِبُهُ وَهُوَ يُحَاوِرُهُ أَكَفَرْتَ بِالَّذِي خَلَقَكَ مِنْ تُرَابٍ ثُمَّ مِنْ نُطْفَةٍ ثُمَّ سَوَّاكَ رَجُلاً﴾ (الكهف:37)

قال: انظر كيف يربي ربك عباده بالتراب الذي خلقوا منه.

قلت: ما تعني؟

قال: إن ربك يأمر عباده بأن يتذكروا التراب الذي نشأوا منه لئلا يحتقروا التراب الذي يمشون عليه.. ولا يحتقروا من يمشي معهم عليه.

قلت: لقد ذكرت لي أن من شأنه التكبر على هذا التراب يحتاج إلى أن يعزى في نفسه.

قال: أجل.. لأن التراب الذي تكبر عليه سيضمه لا محالة.. وسيعرف الطريقة التي يضمه بها.. ألم تسمع خبر قارون؟

قلت: بلى..

ابتسم، وقال: لقد سمي هذا الرجل الذي كنت أتحدث إليه لشقائه باسم قارون.. كان

نام کتاب : أسرار الإنسان نویسنده : أبو لحية، نور الدين    جلد : 1  صفحه : 23
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست