اسمه الذي سماه به والده هارون.. فأبى إلا أن يحول من
الهاء قافا.. ويحول نفسه عن تواضع هارون ولينه[1] إلى كبرياء قارون وعتوه.
قلت: أرى أن
لك به معرفة..
قال: هو أخي..
هو ابن أبي وأمي.. سماني والدي موسى.. كما سماه هارون تفاؤلا بأسماء الأنبياء..
لكن أخي بغى علينا، وكان أول ما فعله بعد أن تحول إلى قارون أن قطع بيننا وبينه كل
صلة.. بل قطع بينه وبين ربه كل صلة..
كان يصيح في
الناس كل حين كما يصيح قارون :﴿ إِنَّمَا أُوتِيتُهُ عَلَى عِلْمٍ عِنْدِي﴾
(القصص:78)
وكان الناس
قد انقسموا لما رأوه قسمين:
أما أولهما،
فردد ما ردده الغافلون الذين انشغلوا بزينة قارون عن الضعف الخطير الذي كان يحمله..
لقد رددوا ـ شعروا أو لم يشعروا ـ :﴿ يَا لَيْتَ لَنَا مِثْلَ مَا أُوتِيَ
قَارُونُ إِنَّهُ لَذُو حَظٍّ عَظِيمٍ (79)﴾ (القصص)