responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : أسرار الإنسان نویسنده : أبو لحية، نور الدين    جلد : 1  صفحه : 24

اسمه الذي سماه به والده هارون.. فأبى إلا أن يحول من الهاء قافا.. ويحول نفسه عن تواضع هارون ولينه[1] إلى كبرياء قارون وعتوه.

قلت: أرى أن لك به معرفة..

قال: هو أخي.. هو ابن أبي وأمي.. سماني والدي موسى.. كما سماه هارون تفاؤلا بأسماء الأنبياء.. لكن أخي بغى علينا، وكان أول ما فعله بعد أن تحول إلى قارون أن قطع بيننا وبينه كل صلة.. بل قطع بينه وبين ربه كل صلة..

كان يصيح في الناس كل حين كما يصيح قارون :﴿ إِنَّمَا أُوتِيتُهُ عَلَى عِلْمٍ عِنْدِي﴾ (القصص:78)

وكان الناس قد انقسموا لما رأوه قسمين:

أما أولهما، فردد ما ردده الغافلون الذين انشغلوا بزينة قارون عن الضعف الخطير الذي كان يحمله.. لقد رددوا ـ شعروا أو لم يشعروا ـ :﴿ يَا لَيْتَ لَنَا مِثْلَ مَا أُوتِيَ قَارُونُ إِنَّهُ لَذُو حَظٍّ عَظِيمٍ (79)﴾ (القصص)

وأما الثاني، ففريق من المؤمنين خاطبوه قائلين :﴿ لَا تَفْرَحْ إِنَّ اللَّهَ لَا يُحِبُّ الْفَرِحِينَ (76) وَابْتَغِ فِيمَا آَتَاكَ اللَّهُ الدَّارَ الْآَخِرَةَ وَلَا تَنْسَ نَصِيبَكَ مِنَ الدُّنْيَا وَأَحْسِنْ كَمَا أَحْسَنَ اللَّهُ إِلَيْكَ وَلَا تَبْغِ الْفَسَادَ فِي الْأَرْضِ إِنَّ اللَّهَ لَا يُحِبُّ الْمُفْسِدِينَ (77) ﴾ (القصص)

لكنه أجابهم بنفس إجابة قارون.. والتي ظل يرددها كل حين :﴿ إِنَّمَا أُوتِيتُهُ عَلَى عِلْمٍ عِنْدِي ﴾ (القصص:78)


[1] يشير إلى لين هارون u قوله تعالى :﴿ وَلَقَدْ قَالَ لَهُمْ هَارُونُ مِنْ قَبْلُ يَا قَوْمِ إِنَّمَا فُتِنْتُمْ بِهِ وَإِنَّ رَبَّكُمُ الرَّحْمَنُ فَاتَّبِعُونِي وَأَطِيعُوا أَمْرِي (90) قَالُوا لَنْ نَبْرَحَ عَلَيْهِ عَاكِفِينَ حَتَّى يَرْجِعَ إِلَيْنَا مُوسَى (91) قَالَ يَا هَارُونُ مَا مَنَعَكَ إِذْ رَأَيْتَهُمْ ضَلُّوا (92) أَلَّا تَتَّبِعَنِ أَفَعَصَيْتَ أَمْرِي (93) قَالَ يَا ابْنَ أُمَّ لَا تَأْخُذْ بِلِحْيَتِي وَلَا بِرَأْسِي إِنِّي خَشِيتُ أَنْ تَقُولَ فَرَّقْتَ بَيْنَ بَنِي إِسْرَائِيلَ وَلَمْ تَرْقُبْ قَوْلِي (94)﴾ (طه).. فمع شدة موسى u عليه، ومع ذلك تحدث معه بذلك اللين.

نام کتاب : أسرار الإنسان نویسنده : أبو لحية، نور الدين    جلد : 1  صفحه : 24
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست