قال: هي لا
تتكرر أمامك فقط.. بل هي تتكرر في جميع الأرض.. تتكرر بين الأفراد والجماعات..
وبين الأمم والشعوب.. كلهم يفخر ويزهو ببعض ما أوتيه من قوة غافلا عن القنابل
الموقوتة التي قد تدمر حياته كل حين.
قلت: قنابل
موقوتة!؟
قال: أجل..
لقد ركب الله في أجهزة الإنسان من الضعف ما يستأصله إن بغى وطغى..
قلت:
فالإنسان يشعل ـ إذن ـ في عتوه فتيلة تفجيره؟
قال: أجل..
هو يشعلها ـ من حيث لا يشعر ـ كما يشعل سيجارته..
لست أدري كيف
قلت له من حيث لا أشعر: أنا طالب أبحث عن الإنسان.. وأحسب أن لك معرفة به.. فدلني
عليه.
قال: لن تعرف
الإنسان حتى تعرف ضعفه.. والقنابل الموقوتة التي يحملها في ضعفه.
قلت: فما هي؟
قال: للإنسان
من الضعف عدد ما فيه من الخلايا.. وفيه من النقص عدد ما في ربه من الكمالات..
قلت: فلا
يمكن إحصاء ضعفه إذن.
قال: ما دمنا
لا نحصي كمال ربنا.. فلا يمكننا بحال من الأحوال أن نحصي ضعف نفوسنا.. بل إن ضعف نفوسنا
هو المرآة التي تتجلى فيها كمالات ربنا.
قلت: لقد
عرفت هذا في رحلتي للبحث عن الله.. وأنا أريد أن أعرف الإنسان.
قال: سأحدثك
عن سبعة أركان لضعف الإنسان.. لا يليق بعاقل أن يجهلها.
قلت: فمن أين
تعلمتها؟
قال: لقد شاء
الله لي أن أنتمي إلى مدرسة من مدارس المعرفة.. وقد تعلمت من