responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : أسرار الإنسان نویسنده : أبو لحية، نور الدين    جلد : 1  صفحه : 26

أساتذتها من أركان ضعف الإنسان ما حماني من الوقوع في متاهة القوة المزيفة.

قلت: فأخبرني عن ذلك.. فما أحلى أحاديث المدارس، وما أعذبها.

قال: سأبدأ حديثي من أوله..

ذات يوم، دخلت الحمام.. ثم لبست ثوبا جديدا.. ثم ركبت حصانا لي.. وكان حصانا في غاية القوة..

وبينا أنا كذلك إذا بهواتف غريبة تدعوني للاستعلاء، وتقول لي: أنت شاب قوي وسيم تملك كل أنواع القوة..

أنت إنسان مكرم قد سخر لك كل شيء.. فهذا الحصان مع قوته مستعبد لك لا يتحرك إلا بإذنك، ولا يسكن إلا بإذنك..

أنت لك من شدة الذكاء وقوة الذاكرة وحدة الملاحظة ما تفرق في غيرك..

أنت لك..

بقيت هذه الخواطر تتردد على خاطري إلى أن أصابني من الزهو الكاذب ما لا يمكن تصوره..

ما أصابني ذلك الزهو حتى رماني الحصان من على ظهره، وكأني قد ثقلت عليه، وقد أصابني من الكسور بسبب رميه لي ما لا أزال أحمد الله عليه كل حين.

قلت: أتحمد الله على ما أصابك من الكسور؟

قال: أجل.. لقد كانت كسور جسدي هي المراهم التي عولجت بها جراح قلبي.. وجراح قلبي أخطر بكثير من جراح جسدي.. لقد كان أول ما فعلته بعد أن شفاني الله أن رحت أعتذر إلى ذلك الحصان الذي سخره الله لي، وأقول له بكل تواضع: اعذرني.. فلست إلا عبدا مثلك ابتليت بي وابتليت بك.. أمرت بأن أقول عندما أركبك :﴿ سُبْحَانَ الَّذِي سَخَّرَ لَنَا هَذَا وَمَا كُنَّا لَهُ مُقْرِنِينَ (13) وَإِنَّا إِلَى رَبِّنَا لَمُنْقَلِبُونَ (14)﴾ (الزخرف)، لكني أبيت إلا أن

نام کتاب : أسرار الإنسان نویسنده : أبو لحية، نور الدين    جلد : 1  صفحه : 26
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست