قال: إعادة
صياغة الإنسان لتنسجم مع الأسرار التي أودعت فيه.
قلت: في أي
معمل تتم هذه الصياغة؟
قال: إعادة
الصياغة تكون في المدارس المؤسسة على هدي الأنبياء.
قلت: فقد
دعاهم إلى الدخول إلى مدرسته إذن.
قال: بل
دعاهم إلى مدرسة من مدارس الأنبياء كان اسمها (مدرسة الشدة الإيمانية)
قلت: فهل
ساروا معه إليها؟
قال: أجل..
وقد سرت معهم.. وتشرفت بأن أتتلمذ وأتدرب معهم على دروسها وتداريبها.
قلت: فحدثني
عن ذلك.. فما أجمل أحاديث مدارس الإيمان.
قال: لم تكن
تلك المدرسة كسائر المدارس في شكلها العام.. لقد كانت أشبه بالصحراء.. بل هي أشبه
بالتيه منها بالمدرسة.. وكان المعلمون فيها هم الواحات التي استظللنا بها في فترة
تيههنا.. ولولا العلوم التي علمونا إياها والتداريب التي دربونا عليها لبقينا في
تلك الصحراء، ولم نخرج منها.
قلت: ما أعجب
ما تذكره عن هذه المدرسة.. هل قعدت بصاحبها الفاقة عن أن يبنيها ويحسن بناءها؟
قال: لا..
لقد ذكر ما أمر الله ببني إسرائيل من السكون في التيه، فراح يطبق ذلك على أولئك
المستضعفين.. فلا يمكن أن يصلح المستضعفين إلا التيه.
قلت: لم؟
قال: لقد ركن
الإسرائيليون إلى ضعفهم.. ولم يستجيبوا لنبيهم الحريص عليهم..