responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : أسرار الإنسان نویسنده : أبو لحية، نور الدين    جلد : 1  صفحه : 250

3 ـ العزة

قلت: فمن كان أستاذها؟

قال: رجل امتلأ عزة ورفعة وشدة مع كونه في ظاهره من أفقر الناس وأهونهم مقاما.. وقد سمعتهم يطلقون عليه لقب (زيد بن علي)[1] تشبيها له بذلك الشامخ الذي وقف بعزة الإيمان في وجه المستبدين الظالمين من أصحاب الملك العضوض إلى أن استشهد في سبيل الله.

قلت: فحدثني عن حديثكم معه.

انتفض رجل منا غاضبا، وقال: كيف تعتبر العزة من أخلاق الإيمان، وقد أخبر الله تعالى أنها من أخلاق الجاهلين، فقال حاكيا عن السحرة قبل إيمانهم :﴿ فَأَلْقَوْا حِبَالَهُمْ وَعِصِيَّهُمْ وَقَالُوا بِعِزَّةِ فِرْعَوْنَ إِنَّا لَنَحْنُ الْغَالِبُونَ (44)﴾ (الشعراء)

وقال مخبرا عن الجاهلين الذين تعززوا بأصنامهم :﴿ الَّذِينَ يَتَّخِذُونَ الْكَافِرِينَ أَوْلِيَاء مِن دُونِ الْمُؤْمِنِينَ أَيَبْتَغُونَ عِندَهُمُ الْعِزَّةَ فَإِنَّ العِزَّةَ لِلّهِ جَمِيعًا (139)﴾ (النساء)

وقال مخبرا عن الذي أخذته الحمية الآثمة :﴿ وَإِذَا قِيلَ لَهُ اتَّقِ اللَّهَ أَخَذَتْهُ الْعِزَّةُ بِالإِثْمِ فَحَسْبُهُ جَهَنَّمُ وَلَبِئْسَ الْمِهَادُ (206)﴾ (البقرة)


[1] أشير به إلى زيد بن علي بن الحسين صاحب الثورة المعروفة ضد الظلم والطغيان، وقد روى الصدوق في [ الأمالي ] بسنده عن حمزة بن حمران قال : دخلت إلى الصادق جعفر بن محمد فقال لي : يا حمزة من أين اقبلت ؟ قلت من الكوفة. فبكى حتى بلّت دموعه لحيته. فقلت : يا ابن رسول الله مالك أكثرت البكاء ؟ فقال ذكرت عمّي زيداً وما صنع به فبكيت. فقلت له : وما الذي ذكرت منه ؟ فقال : ذكرت مقتله وقد أصاب جبينه سهم ، فجاءه ابنه يحيى فانكبّ عليه وقال له : أبشر يا أبتاه فانّك ترد على رسول الله a وعلي وفاطمة والحسن والحسين صلوات الله عليهم ؟ قال أجل يا بنيّ ثم دعا بحدّاد فنزع السهم من جبينه فكانت نفسه معه فجيء به إلى صاقية تجري عند بستان زائدة ، فحفر فيها ودفن , أجري عليه الماء. وكان معهم غلام سندي لبعضهم فذهب إلى يوسف بن عمر من الغد فأخبره بدفنهم إيّاه فأخرجه يوسف بن عمر فصلبه في الكنّاسة أربع سنين ثم أمر به فاُحرق بالنار وذرِّي في الرياح ، فلعن الله قاتله وخاذله وإلى الله جلّ اسمه اشكو ما نزل بنا أهل بيت نبيه بعد موته وبه نستعين على عدوّنا وهو خير مستعان) [ بحار الأنوار ج 46 / 172 ]

نام کتاب : أسرار الإنسان نویسنده : أبو لحية، نور الدين    جلد : 1  صفحه : 250
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست