وحدث حكيم بن
حزام قال: سألت رسول اللّه a فأعطاني، ثمّ
سألته فأعطاني، ثمّ سألته فأعطاني، ثمّ قال: (يا حكيم، إن هذا المال خضرة حلوة،
فمن أخذه بسخاوة نفس بورك له فيه، ومن أخذه بإشراف نفس لم يبارك له فيه، كالّذي
يأكل ولا يشبع. اليد العليا خير من اليد السفلى). قال حكيم: فقلت: يا رسول اللّه،
والّذي بعثك بالحقّ لا أرزأ أحدا بعدك شيئا حتّى أفارق الدّنيا[2].
قال آخر:
ولكن الشريعة لم تحرم الغنى ولا كثرة المال.
التفت إليه،
وقال:(ما طلعت شمس قطّ إلّا وبجنبتيها ملكان، إنّهما يسمعان أهل الأرض إلّا
الثّقلين: أيّها النّاس، هلمّوا إلى ربّكم، فإنّ ما قلّ وكفى خير ممّا كثر وألهى،
وما غربت شمس قطّ إلّا وبجنبتيها ملكان يناديان: اللّهمّ عجّل لمنفق خلفا وعجّل
لممسك تلفا)[4]
***
بقينا على
ذلك مدة نسأله، فلا يجيبنا إلا بكتاب ربنا وسنة نبينا.. ثم دربنا بما يرتبط
بالقناعة من أنواع التداريب.. ثم أمرنا بالسير للبحث عن واحة أخرى من واحات الشدة
الإيمانية.. لا يمكن أن تتحق الشدة الإيمانية من دونها.
[1]
رواه الحاكم وقال: حديث صحيح الإسناد ولم يخرجاه ووافقه الذهبي.