قال: لقد ذكر
رسول الله a ذلك، فقال: (طوبى لمن هدي إلى الإسلام، وكان عيشه
كفافا وقنع)[1]
وقال: (قد
أفلح من أسلم، ورزق كفافا، وقنّعه اللّه بما آتاه)[2]
قلنا: فما
أثرها.. وما قيمتها؟
قال: لقد ذكر
رسول الله a ذلك، فقال: (كن ورعا تكن أعبد النّاس، وكن قنعا
تكن أشكر النّاس، وأحبّ للنّاس ما تحبّ لنفسك تكن مؤمنا، وأحسن جوار من جاورك تكن
مسلما، وأقلّ الضّحك، فإنّ كثرة الضّحك تميت القلب)[3]
وقال: (إنّ
أغبط أوليائي عندي لمؤمن خفيف الحاذ[4] ذو حظّ من الصّلاة،
أحسن عبادة ربّه وأطاعه في السّرّ، وكان غامضا في النّاس، لا يشار إليه بالأصابع،
وكان رزقه كفافا، فصبر على ذلك)، ثمّ نفض بيده، فقال: (عجّلت منيّته، قلّت بواكيه،
قلّ تراثه)[5]
قلنا: فما
السبيل إليها؟
قال: لقد ذكر
رسول الله a ذلك، فقال: (انظروا إلى من أسفل منكم، ولا تنظروا
إلى من هو فوقكم. فهو أجدر أن لا تزدروا نعمة اللّه)[6]
وكان a يدعو، فيقول:
(اللّهمّ قنّعني بما رزقتني، وبارك لي فيه، واخلف على كلّ
[1]
رواه الترمذي واللفظ له، وقال: هذا حديث حسن صحيح. والحاكم وقال: صحيح على شرط
مسلم ووافقه الذهبي.
[3]
رواه ابن ماجة. والبيهقي في الزهد الكبير. وعند الترمذي بنحوه.
[4]
قال ابن الأثير: الحاذ في الأصل بطن الفخذ، وقيل: هو الظهر، والمراد في الحديث:
الخفيف الظهر من العيال، القليل المال، القليل الحظ من الدنيا. جامع الأصول (10/
138)