responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : أسرار الإنسان نویسنده : أبو لحية، نور الدين    جلد : 1  صفحه : 247

فكن رجلاً رجله في الثرى

وهامة همْتهِ في الثُّريّا

أبيّاً لنائلِ ذي ثروةٍ

تراه بما في يديه أبيّا

ثم قال لنا: لا يمكن أن يشتد عود الإنسان ما لم يرزقه الله بالقناعة التي تدفع عنه ألم الحاجة، وترفع عنه ذل السؤال.. فالقنوع هو المتحرر من كل القيود التي تثقل كواهل المستضعفين.

قلنا: إن قولك هذا يحتاج إلى البراهين التي تؤيده.

قال: ما تقولون في الأسد.. هل هو قوي شديد.. أم ضعيف لين؟

قلنا: لاشك في قوته وشدته وبطشه.. بل لا يخالف في ذلك أحد.

قال: ولكن المسكين.. وتحت وطأة الطمع يتحول إلى بهلوان يضحك الناس، ولا يخيفهم.

قلنا: صدقت.. فما المخرج من ذلك؟

قال: لا يخرج الذليل من ذله إلا القناعة بما آتاه الله من فضله.. فمن طمع وقع[1].

قلنا: فما القناعة؟

قال: هي تلك التي أثنى الله على أهلها خير الثناء، فقال :﴿ لِلْفُقَراءِ الَّذِينَ أُحْصِرُوا فِي سَبِيلِ اللَّهِ لا يَسْتَطِيعُونَ ضَرْباً فِي الْأَرْضِ يَحْسَبُهُمُ الْجاهِلُ أَغْنِياءَ مِنَ التَّعَفُّفِ تَعْرِفُهُمْ بِسِيماهُمْ لا يَسْئَلُونَ النَّاسَ إِلْحافاً وَما تُنْفِقُوا مِنْ خَيْرٍ فَإِنَّ اللَّهَ بِهِ عَلِيمٌ (273)﴾ (البقرة)

ودعا إلى التمسك بها، فقال :﴿ وَابْتَلُوا الْيَتامى حَتَّى إِذا بَلَغُوا النِّكاحَ فَإِنْ آنَسْتُمْ مِنْهُمْ رُشْداً فَادْفَعُوا إِلَيْهِمْ أَمْوالَهُمْ وَلا تَأْكُلُوها إِسْرافاً وَبِداراً أَنْ يَكْبَرُوا وَمَنْ كانَ غَنِيًّا فَلْيَسْتَعْفِفْ وَمَنْ كانَ فَقِيراً فَلْيَأْكُلْ بِالْمَعْرُوفِ فَإِذا دَفَعْتُمْ إِلَيْهِمْ أَمْوالَهُمْ فَأَشْهِدُوا عَلَيْهِمْ وَكَفى بِاللَّهِ حَسِيباً (6)﴾ (النساء)


[1] تحدثنا بالتفصيل عن القناعة وأسبابها وكيفية التحقق بها في رسالة (كنوز الفقراء)، فلذلك نكتفي هنا بمختصر عنها.

نام کتاب : أسرار الإنسان نویسنده : أبو لحية، نور الدين    جلد : 1  صفحه : 247
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست
کتابخانه مدرسه فقاهت کتابخانه‌ای رایگان برای مستند کردن مقاله‌ها است
www.eShia.ir