قال: سمعتهم
يطلقون عليه اسم (بهاء الدين العاملي)[1].. ولست أدري هل كان ذلك هو اسمه الحقيقي أم أنه هو عينه ذلك العالم
الجليل من علماء الإسلام.
قلت: فحدثني
عن خبركم معه، والعلوم التي تعلمتومها على يديه.
قال: لقد
وفقنا الله، فتعلمنا على يديه العلوم التي تملؤنا بالغيرة.. وقد تعجبنا كثيرا
عندما أخبرنا أنه أستاذ الغيرة في تلك الواحة.. بل إن بعضنا انتفض غاضبا، وقال:
بئس الأستاذ أنت.. وبئس ما تدرب عليه تلاميذك.
وقد أجابه
بهاء الدين بكل هدوء: لم يا بني تقول لي هذا؟
قال الرجل:
لأن الغيرة لا تنتج إلا شرا.. ولا تنبع إلا من شر.
قال العاملي:
تلك هي الغيرة السلبية التي يمقتها الله..
قال الرجل:
أهناك غيرة إيجابية؟
قال العاملي:
أجل.. وقد جمع رسول الله a بينهما، فقال: (إنّ
من الغيرة ما يحبّ
[1]
أشير به إلى العلامة بهاء الدين العاملي ( 953 ـ 1030 هـ)، قال عنه المحبّي
الحنفي: كان أُمة مستقلة في الاَخذ بأطراف العلوم والتضلّع بدقائق الفنون، وما أظن
الزمان سمح بمثله ولا جاد بندّه، وبالجملة فلم تتشنّف الاَسماع بأعجب من أخباره.
ولد ببعلبك، وانتقل به أبوه
إلى إيران بعد استشهاد زين الدين العاملي (سنة 966 هـ) فأقام معه في قزوين، وتلمّذ
عليه في علوم العربية والفقه والاَُصول والحديث والتفسير إلى أن غادرها أبوه إلى
هراة، فواصل هو دراسته فيها. مهر في العلوم الشرعية، وبرع في الرياضيات والهندسة
والفلك، وصنّف بعض الكتب في عنفوان شبابه، ونظم الشعر.
صنّف ما يزيد على سبعين
كتاباً ورسالة منها: الحبل المتين في إحكام أحكام الدين، الجامع العباسي في الفقه،
رسالة في المواريث، رسالة في ذبائح أهل الكتاب، رسالة في الصلاة، رسالة في الحج،
رسالة في القصر والتخيير في السفر، رسالتان كرّيتان، حاشية على (مختلف الشيعة إلى
أحكام الشريعة) للعلاّمة الحلي، الاثنى عشريات الخمس في الطهارة والصلاة والزكاة
والصوم والحج، مشرق الشمسين وإكسير السعادتين لم يتم، جمع فيه آيات الاَحكام
وشرحها والاَحاديث الصحاح وشرحها، زبدة الاَُصول، حاشية على شرح العضدي على مختصر
الاَُصول، الفوائد الصمدية في النحو، خلاصة الحساب، رسالة في حل إشكال عطارد
والقمر، العروة الوثقى في التفسير، حاشية على (أنوار التنزيل) للبيضاوي، حاشية على
رجال النجاشي، الكشكول، وديوان شعره بالعربية والفارسية.. (انظر: أعيان الشيعة:
9/234)