أولاها:
مروءة المرء مع نفسه، وهي أن يحملها قسرا على فعل ما يجمّل ويزين، وترك ما يقبّح
ويشين، ليصير لها ملكة في العلانية، ولا يفعل خاليا ما يستحي من فعله في الملإ،
إلّا مالا يحظره الشّرع والعقل.
الثّانية:
مروءة المرء مع الخلق، بأن يستعمل معهم شروط الأدب والحياء، والخلق الجميل، ولا
يظهر لهم ما يكرهه هو من غيره لنفسه.
الثّالثة:
المروءة مع الحقّ سبحانه، ويكون ذلك بالاستحياء من نظره إليك، واطّلاعه عليك في
كلّ لحظة ونفس، وإصلاح عيوب النفس جهد الإمكان فإنّه قد اشتراها منك، وأنت ساع في
تسليم المبيع، وليس من المروءة تسليمه معيبا[1].
قال رجل منا:
فما شروط المروءة التي لا تتحقق من دونها؟
قال قيس: أن
يتعفّف المرء عن الحرام.. وينصف في الحكم.. و يكفّ عن الظّلم.. وألّا يطمع فيما لا
يستحقّ.. وألّا يعين قويّا على ضعيف.. وألّا يؤثر دنيّ الأفعال علي شريفها.. وألّا
يسرّ ما يعقبه الوزر والإثم.. وألّا يفعل ما يقبّح الاسم والذّكر.
قال آخر: فهل
لما تذكره من خصال المروءة من أدلة تدعمها؟
قال قيس: قال
رسول الله a :(كرم المؤمن دينه، ومروءته عقله، وحسبه خلقه)[2]