وفي الحديث
قال رسول الله a : (إن لكل أمة فتنة، وفتنة
أمتي المال)[1]
قلنا: فما
غيرها؟
قال: فتنة
الجاه والمنصب.. وهي الفتنة التي أشار إليها قوله تعالى :﴿ وَاصْبِرْ
نَفْسَكَ مَعَ الَّذِينَ يَدْعُونَ رَبَّهُم بِالْغَدَاةِ وَالْعَشِيِّ يُرِيدُونَ
وَجْهَهُ وَلا تَعْدُ عَيْنَاكَ عَنْهُمْ تُرِيدُ زِينَةَ الْحَيَاةِ الدُّنْيَا
وَلا تُطِعْ مَنْ أَغْفَلْنَا قَلْبَهُ عَن ذِكْرِنَا وَاتَّبَعَ هَوَاهُ وَكَانَ
أَمْرُهُ فُرُطًا (28)﴾ (الكهف)
وقد جمع a
بين هذه الفتنة وبين التي قبلها، فقال: (ما ذئبان جائعان أرسلا في غنم بأفسد لها
من حرص المرء على المال والشرف لدينه)[2]، أي أن حرص المرء على المال والشرف أشد فساداً للدّين من الذئبين الجائعين
للغنم.
قلنا: فما
غيرها؟
قال: فتنة الطاعة
للزوجة والولد والأهل في معصية الله.. وهي التي أشار إليها قوله a:
(فتنة الرجل في أهله وماله ونفسه)[3]، وقوله a: (الولد مجبنة مبخلة محزنة)[4]
وأشار إليها
قبل ذلك قوله تعالى :﴿ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِنَّ مِنْ
أَزْوَاجِكُمْ وَأَوْلادِكُمْ عَدُوًّا لَّكُمْ فَاحْذَرُوهُمْ وَإِن تَعْفُوا
وَتَصْفَحُوا وَتَغْفِرُوا فَإِنَّ اللَّهَ غَفُورٌ رَّحِيمٌ (14) إِنَّمَا
أَمْوَالُكُمْ وَأَوْلادُكُمْ فِتْنَةٌ وَاللَّهُ عِندَهُ أَجْرٌ عَظِيمٌ (15)﴾
(التغابن)، وقد روي في سبب نزول الآيات عن ابن عباس أن رجلا سأله عن هذه الآية؟ فقال:
(هؤلاء رجال أسلموا من أهل مكة فأرادوا أن يأتوا النبي a فأبى أزواجهم وأولادهم أن يدعوهم أن يأتوا رسول الله، فلما أتوا رسول
الله ورأوا الناس قد فقهوا في الدين همّوا أن يعاقبوهم، فأنزل الله :﴿ يَا
أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِنَّ مِنْ