قال: فكيف
تلومني في أمر لم يفلح الأنبياء في تحقيقه لمن يحبونه؟
قلت: صدقت..
فالهداية بيد الله لا بأيدينا.. لقد ذكر الله تعالى ذلك، فقال :﴿ إِنَّكَ
لَا تَهْدِي مَنْ أَحْبَبْتَ وَلَكِنَّ اللَّهَ يَهْدِي مَنْ يَشَاءُ وَهُوَ
أَعْلَمُ بِالْمُهْتَدِينَ (56)﴾ (القصص)
ولكن مع ذلك،
فإنك لا تزال ملوما.. فأولئك القديسون من أنبياء الله لم يقصروا في دعوة أهليهم
إلى طريق الله.. ولذلك رفع عنهم العتاب.
قال: ما كان
لورثة الرسل أن يقصروا في هذا.
قلت: أراك
تشير إلى أنك قد تحدثت معهم في هذا.
قال: الحديث
وحده لا يكفي.. فليس من السهل أن يرتفع الإنسان عن تثاقل الأرض بالحديث وحده.
قلت: فما
فعلت؟
قال: لقد
أسست مدرسة.. جلبت لها خيرة العلماء والأولياء.. وقد دعوت إخوتي إلى الانضمام لها،
لكنهم رفضوا..
قلت: فهي
مغلقة إذن..
قال: لا..
فإنه إن لم يدخلها إخوتي من أمي وأبي المباشرين.. فإن لي إخوة كثيرون من أبي وأمي
غير المباشرين.
قلت: إخوانك
في الإنسانية.
قال: أجل..
فأنا – كما أشعر بمسؤوليتي عن إخوتي المباشرين – أشعر بمسؤولتي عن جميع الإنسانية.
قلت: لقد ذكرت
لي مدرستك.. ما اسمها؟.. وما التخصص الذي تتولاة؟