قال هارون: المراء
والجدال[1].. وهو ما نص عليه a حين قال: (ما ضل قوم بعد هدى كانوا عليه إلا أوتوا
الجدل)، ثم قرأ:﴿ مَا ضَرَبُوهُ لَكَ إِلَّا جَدَلًا.. (58)﴾ (الزخرف)[2]..
وقال: (إن أبغض الرجال إلى الله الألد[3] الخصم)[4]..
وقال: (كفى بك إثما أن لا تزال مخاصما)[5]..
وقال: (المراء في القرآن كفر)[6]
وعلى هذا
اتفق جميع الصالحين، فقد قال بعضهم: (من جعل دينه عرضة للخصومات أكثر التنقل)، وقال
آخر: (إياكم والمراء فإنه ساعة جهل العالم وعندها يبتغي الشيطان زلته)، وقال آخر: (ليس
هذا الجدل من الدين في شيء)، وقال: (المراء يقسي القلوب ويورث الضغائن)، وقال آخر:
(إذا رأيت الرجل لجوجاً ممارياً معجباً برأيه فقد تمت خسارته)، وقال آخر: (لو
خالفت أخي في رمانة فقال حلوة وقلت حامضة لسعى بي إلى السلطان)، وقال: (صاف من شئت
ثم أغضبه بالمراء فليرمينك بداهية تمنعك العيش)، وقال آخر: (لا أماري صاحبي فإما
أن أكذبه وإما أن أغضبه)، وقال آخر: (كفى بك إثماً أن لا تزال ممارياً)، وقال آخر:
(لا تتعلم العلم لثلاث ولا تتركه لثلاث. لا تتعلمه لتتمارى به، ولا لتباهي به، ولا
لترائي به. ولا تتركه حياء من طلبه، ولا زهادة فيه، ولا رضا بالجهل به)
قلنا: وعينا
هذا.. فما غيره؟
[1]
سبق ذكر هذا في فصل (الضعيف).. وسنكتفي هنا ببعض ما ورد في هذا من النصوص.
[2]
رواه الترمذي وابن ماجه وابن أبي الدنيا في كتاب الصمت وغيره وقال الترمذي حديث
حسن صحيح.